للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فتجده مسيلمة، فتتفكر فيما جاء به، فتقرأ: ألا يا ربة الْمَخدَع قد هيء لك المضجع، يعني قوله لسجاح حين تزوج بها، قَالَ: فترى هَذَا يعني القرآن رصينا عجيبا، يلوط بالقلب، ويحسن فِي السمع، وترى ذا، يعني قول مسيلمة، باردا غثا فاحشا، فتعلم أن محمدا -صلى الله عليه وسلم- حقا أتى بوحي، وأن مسيلمة كذاب أتى بباطل. انتهى (١). والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسائل تتعلّق بهذا الْحَدِيث:

(المسألة الأولى): فِي درجته:

حديث الحسن بن عليّ رضي الله تعالى عنهما هَذَا صحيح.

(المسألة الثانية): فِي بيان مواضع ذكر المصنّف له، وفيمن أخرجه معه:

أخرجه هنا -٥٠/ ٥٧١٣ - وفي "الكبرى" ٥١/ ٥٢٢٠. وأخرجه (ت) فِي "صفة القيامة" ٢٥١٨ (أحمد) فِي "مسند أهل البيت" ٢٧٨١٩ (الدارمي) فِي "البيوع" ٢٤٢٠. والله تعالي أعلم.

[تنبيه]: قَالَ الحافظ ابن رَجَب رحمه الله تعالى: هَذَا الْحَدِيث خرجه الإمام أحمد، والترمذي، والنسائي، وابن حبّان فِي "صحيحه"، والحاكم، منْ حديث بُريد بن أبي مريم، عن أبي الحَوْراء (٢)، عن الحسن بن عليّ، وصححه الترمذيّ، وأبو الْحَوْراء السعدي قَالَ الأكثرون: اسمه ربيعة بن شيبان، ووثقه النسائيّ، وابن حبّان، وتوقف أحمد فِي أن أبا الحَوْرَاء اسمه ربيعة بن شيبان، ومال إلى التفرقة بينهما، وَقَالَ الجوزجاني: أبو الحَوْرَاء مجهول لا يعرف.

وهذا الْحَدِيث قطعة منْ حديث طويل فيه ذكر قنوت الوتر، وعند الترمذيّ وغيره زيادة فِي هَذَا الْحَدِيث: وهي:

"فإن الصدق طمأنينة، والكذب ريبة"، ولفظ ابن حبّان: "فإن الخير طمأنينة، وإن الشر ريبة"، وَقَدْ خرّجه الإِمام أحمد بإسناد فيه جهالة، عن أنس، عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ: "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك"، وخرجه منْ وجه آخر أجود منه موقوفاً عَلَى أنس، وخرجه الطبراني منْ رواية مالك، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعا، قَالَ الدارقطنيّ: وإنما يُروَى هَذَا منْ قول ابن عمر، وعن عمر، ويُرْوَى عن مالك منْ قوله. انتهي.

ويروي بإسناد ضعيف عن عثمان بن عطاء الخراساني، عن أبيه، عن الحسن، عن أبي هريرة، عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، أنه قَالَ لرجل: "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك"، قَالَ:


(١) "جامع العلوم والحكم" ١/ ٢١٠ - ٢١١.
(٢) الحوراء -بالحاء المهملة لا بالجيم.