للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٥ - (ابن عبّاس) عبد الله البحر رضي الله تعالى عنهما ٢٧/ ٣١. والله تعالى أعلم.

لطائف هَذَا الإسناد:

(منها): أنه منْ خماسيات المصنّف رحمه الله تعالى. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح، غير شيخه، ومطيع، فإنهما منْ أفراده. (ومنها): أنه مسلسل بالكوفيين، غير شيخه، فحرّانيّ، والصحابيّ، فمدنيّ. (ومنها): أن ابن عبّاس رضي الله تعالى عنهما، أحد المكثرين السبعة، رَوَى (١٦٩٦) حديثًا، وهو أيضًا أحد العبادلة الأربعة. والله تعالى أعلم.

شرح الْحَدِيث

(عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ) رضي الله تعالى عنهما، أنه (قَالَ: كَانَ يُنْبَذُ) بالبناء للمفعول (لِرَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَيَشْرَبُهُ) بالبناء للفاعل (مِنَ الْغَدِ) فِي اليوم الثاني، فـ"منْ" بمعنى "فِي" (وَمِنْ بَعْدِ الْغَدِ، فَإِذَا كَانَ مَسَاءُ الثَّالِثَةِ) "كَانَ" هنا تامّة، وما بعدها فاعلها، و"المساء": ضدّ الصباح، وهو بفتح الميم، لا غير، وأما قول النوويّ فِي "شرح مسلم": يقال: بضم الميم، وكسرها لغتان، الضم أرجح. فلا أراه صحيحًا، فإن جواز الضم والكسر إنما هو للْمُسْي (١)، لا للمساء، وهو اسم منه، انظر "القاموس". والله أعلم.

[تنبيه]: إنما أنّث الثالثة، وإن كَانَ لفظ "مساء" مذكّرًا بتقدير مضاف، أي مساء الليلة الثالثة. والله تعالى أعلم.

(فَإِنْ بَقِيَ فِي الْإنَاءِ شَيْءٌ، لَمْ يَشْرَبُوهُ) أي لم يشربه النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، ولا أحد منْ أهل بيته، وخدمه (أُهَرِيقَ) أي صُبّ، وهو بضم الهمزة، وسكون الهاء، وأصلها همزة، قَالَ الفيّوميّ: راق الماء والدم وغيره: رَيقًا، منْ باب باع: انصبّ، ويتعدّى بالهمز، فيقال: أراقه صاحبه، والفاعل مُرِيق، والمفعول مُرَاقٌ، وتبدل الهمزة هاء، فيقال: هَرَاقه، والأصل هَرْيَقَه، وزان دحرجه، ولهذا تفتح الهاء منْ المضارع، فيقال: يُهَريقه، كما تُفتح الدال منْ يُدحرجه، وتفتح منْ الفاعل، والمفعول أيضًا، فيقال: مُهَريق، ومُهَراقٌ، قَالَ امرؤ القيس:

وَإِنَّ شِفَائِي عَبْرَةٌ يُشْتَفَى بِهَا

والأمر هَرِقْ ماءك، والأصل هَرْيِق، وزان دَحْرِج، وَقَدْ يُجمع بين الهاء والهمزة، فيقال: أَهْراقه يُهْريقه ساكن الهاء، تشبيهًا له بأسطاع يُسطيع، كأن الهمزة زيدت عوضًا عن حركة الياء فِي الأصل، ولهذا لا يصير الفعل بهذه الزيادة خماسيًا. انتهى.


(١) "الْمُسْيُ" بالضمّ والكسر: اسم منْ المساء. أفاده فِي "ق".