في اسمها (استحيضت) بالبناء للمفعول،: أي استمر بها الدم في غير أيامها المعتادة، وتقدم الكلام فيه مستوفى في حديث ٢٠١ (لا تطهر) أي لا ينقطع منها الدم، فهو بيان لمعنى استحيضت (فذكر شأنها لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -) بالبناء للمفعول وتقدم في الروايات السابقة أنها هي التي ذكرت ذلك له (فقال: إنها) أي الاستحاضة هذه (ليست بالحيضة) بالفتح لأن المراد به الحيض، فهو للمرة، أي ليست الاستحاضة حيضا، وتقدم أن بعضهم جوز الكسر على معنى الهيئة، أي هذه الحالة ليست بحالة حيض (ولكنها ركضة من الرحم) قال السندي رحمه الله: ركضة بفتح فسكون: الضرب كما يُفعَل بالدابة، وقد جاء "إنها ركضة من ركضات الشيطان" فلعل معنى من الرحم أي في الرحم، والمراد أن الشيطان ضرب بالرجل في الرحم حتى فتق عرقها، وقيل: إن الشيطان وجد بذلك طريقًا إلى التلبيس عليها في أمر دينها فصار كأنها ركضة نالها من ركضاته في الرحم. اهـ
وقال ابن الأثير: أصل الركض الضرب بالرجل والإصابة بها، كما تركض الدابة وتصاب بالرجل، أراد الإضرار بها والأذى، والمعنى أن الشيطان قد وجد بذلك طريقا إلى التلبيس عليها في أمر دينها وطهرها وصلاتها حتى أنساها ذلك عادتها، وصار في التقدير كأنه يركض بآلة من ركضاته. اهـ لسان.
قال الجماء: الأوْلَى كما قال السندي حمله على ظاهره، أي أنه ضرب على عرقها، فانفجر ذلك العرق دما، وأيّ مانع من هذا المعنى، حتى نقول: إنه كناية عن كذا؟ فتنبه.
(فلتنتظر) أي لتتحرّ (قدر قرئها) أي حيضها، فالقرء هنا بمعنى الحيض، وقد تقدم أن المحققين على أنه مشترك بين الحيض والطهر، لكن في هذا المحل المراد منه الحيض، ولذا أورده المصنف في الحيض