للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والرواية الأولى أشهر، إنما اختلفت الروايات لتقارب مخارج هذه الأحرف، وكلها ترجع إلى حكايته صوته، إذ جعل السواك على طرف لسانه، والمراد طرفه الداخل، كما عند أحمد (١): يستن إلى فوق، ولهذا قال هنا يعني في رواية البخاري كأنه يتهوع، والتهوع: التقيوء، أي له صوت كصوت المتقيء على سبيل المبالغة. ويستفاد منه مشروعية السواك على اللسان طولا، أما الأسنان فالأحب فيها أن تكون عرضا، وفيه حديث مرسل عند أبي داود، وله شاهد (٢) موصول عند العقيلي في الضعفاء، وفيه تأكيد السواك وأنه لا يختص بالأسنان، وأنه من باب التنظيف والتطيب لا من باب إزالة القاذورات، لكونه - صلى الله عليه وسلم - لم يختف به، وبَوَّبُوا عليه "استياك الإمام بحضرة رعيته". اهـ فتح جـ ١/ ص ٤٢٤.

مسائل تتعلق بهذا الحديث

"المسألة الأولى" في درجته: حديث أبي موسى متفق عليه.

"المسألة الثانية" في بيان موضعه عند المصنف:

لم يخرج المصنف هذا الحديث إلا في هذا الموضع في الطهارة هنا وفي الكبرى عن أحمد بن عبدة، عن حماد بن زيد، عن غيلان بن جرير، عن أبي بردة، عن أبي موسى رضي الله تعالى عنه.

"المسألة الثالثة" فيمن أخرجه مع المصنف من أصحاب الأصول وغيرهم:

أخرجه (خ م د) فأخرجه (خ) في الطهارة (٧٧/ ١) عن أبي النعمان، عن حماد عن غيلان، عن أبي بردة، عن أبيه قال: "أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم -،


(١) وقال العيني: وفي مسند أحمد: واضع طرف السواك على لسانه، يستن إلى فوق، فوصفه حماد كان يرفع لسانه، ووصفه غيلان كان يستن طولا، وكلها عبارة عن إبلاغ السواك إلى أقصى الحلق اهـ ٢/ ١٨٤.
(٢) سيأتي أن هذا الموصول ضعيف جدًا لا يصلح للاستشهاد به في المسألة الخامسة.