للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

متربعا، وجلس بين شعبها أي حَصَلَ وتمكن. انتهى كلام الفيومي (١).

قال الجامع: فعلى هذا لا معنى لاعتراض العيني على الحافظ، بل ما قاله صحيح، والله أعلم.

(في حجره) بفتح الحاء وكسرها، وسكون الجيم لغتان مشهورتان، مُقَدَّم بدن الإنسان إذا جلس، وقد تقدم البحث عنه في ١٨٥/ ٢٩٣.

(فبال على ثوبه) أي النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأغرب ابن شعبان من المالكية، فقال: المراد ثوب الصبي، والصواب الأول، قاله في الفتح جـ ١ ص ٩٠

(فدعا) - صلى الله عليه وسلم - (بماء فنضحه) أي رشَّ عليه، قال ابن سيده: نَضَح الماء عليه يَنْضَحُهُ نَضْحًا: إذا ضَرَبه بشيء فأصابه منه رشاش، ونَضَحَ عليه الماء رَشَّ، وقال ابن الأعرابي: النضح -بالحاء المهملة- ما كان على اعتماد، والنضخ -بالخاءٍ المعجمة- ما كان على غير اعتماد، وقيل: هما لغتان بمعنى، وكله رَشَّ. وفي الواعي لأبي محمَّد، والصحاح لأبي نصر، والمجمَل لابن فارس، والجمهرة لابن دريد، وابن القطوية وابن القطاع، وابن طريف في الأفعال، والفارابي في ديوان الأدب، وكراع في المنتخب وغيرهم: النضح: الرش. قاله العيني (٢).

ولمسلم من طريق الليث، عن ابن شهاب: "فلم يزد على أن نَضَح بالماء" وله من طريق ابن عيينة عن ابن شهاب: "فَرَشَّه" زاد أبو عوانة في صحيحه "عليه".

ثم إنه لا تخالف بين رواية "نَضَح" ورواية "رَشَّ" لأن معنى النضح والرش واحد، كما نص عليه هؤلاء اللغويون.

وجمع الحافظ رحمه الله بأن المراد أن الابتداء كان بالرش، وهو تنقيط الماء، وانتهى إلى النضح، وهو صب الماء، لكن الجمع الأول هو


(١) المصباح جـ ٢ ص ٣٩٠.
(٢) عمدة القاري جـ ٣ ص ١٣٢.