للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الطعام، وكذا جزم به ابن عبد البر، وابن بطال، ومن تبعهما عن الشافعي، وأحمد، وغيرهما, ولم يَعرف ذلك الشافعيةُ، ولا الحنابلة. وقال النووي: هذه حكايته باطلة. انتهى. وكأنهم أخذوا ذلك من طريق اللازم، وأصحاب صاحب المذهب أعلم بمراده من غيرهم، أفاده الحافظ (١).

الثاني: قال العلامة ابن القيم رحمه الله: الفرق بين بول الصبي والصبية من ثلاثة أوجه:

أحدها: كثرة حمل الرجال والنساء للذكر، فتعم البلوى ببوله، فيشق عليه غسله.

الثاني: أن بوله لا ينزل في محل واحد بل ينزل متفرقا ها هنا وها هنا، فيشق غسل ما أصابه كله بخلاف بول الأنثى.

الثالث: أن بول الأنثى أخبث وأنتن من بول الذكر، وسببه حرارة الذكر، ورطوبة الأنثى، فالحرارة تخفف من نتن البول، وتُذيبُ منها ما يحصل من رطوبة، وهذه مَعَانٍ مؤثرة يحسن اعتبارها في الفرق. نقل هذا المباركفوري في شرح الترمذي (٢).

٣٠٣ - أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: أُتِيَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بِصَبِيٍّ، فَبَالَ عَلَيْهِ، فَدَعَا بِمَاءٍ، فَأَتْبَعَهُ إِيَّاهُ.


(١) فتح جـ ١، ص ٣٩١.
(٢) تحفة الأحوذي جـ ١ ص ٢٤٠.