(فقال أسَيد بن حُضَير) بتصغير الاسمين -وحضير -بمهملة، ثم معجمة آخره راء مهملة- ابن سِمَاك بن عَتيك الأنصاري الأشهلي أبو يحيى، وقيل في كنيته غير ذلك، كان أحد النقباء ليلة العقبة، واختلف في شهوده بدرا. روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وله ١٨ حديثا، اتفق الشيخان على حديث منها. وعنه أبو سعيد الخدري، وأنس، وأبو ليلى الأنصاري، وكعب بن مالك، وعائشة، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، ومحمد بن إبراهيم التيمي، وحصين بن عبد الرحمن، ولم يدركاه.
قال ابن إسحاق: لا عقب له، وقال ابن سعد: كان شريفا في قومه كاملا، وذكره موسى بن عقبة فيمن شهد العقبة الثانية، وقالت عائشة رضي الله عنها: كان من أفاضل الناس، وقال عروة: مات أسيد بن حضير وعليه دين أربعة آلاف درهم، فبيعت أرضه، فقال عمر: لا أترك بني أخي عالة فَرَدَّ الأرض، وباع ثمرها من الغرماء، أربع سنين بأربعة آلاف كل سنة ألف درهم. قال المزي: هذا هو الصحيح في تاريخ وفاته، وأما الحديث الذي رواه هارون بن عبد الله، عن حماد بن مَسْعدة، عن ابن جريج، عن عكرمة بن خالد، عن أسيد بن حضير الأنصاري، أن معاوية كتب إلى مروان: إن الرجل إذا وجد سرقة في يد رجل فهو أحق بالثمن .. الحديث، فإنه وهم، قال هارون: قال أحمد: هو في كتاب ابن جريج، أسَيد بن ظُهَير، ولكن كذا حدثهم بالبصرة، ورواه عبد الرزاق وغيره، عن ابن جريج، عن عكرمة، عن أسيد بن ظهير، وهو الصواب.