للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وهذا يشعر بأن هذه القصة كانت بعد قصة الإفك، فَيُقَويّ قولَ من ذهب إلى تعدد ضَيَاع العقد، وممن جزم به محمَّد بن حبيب الأخباري، فقال: سقط عقد عائشة في غزوة ذات الرقاع، وفي غزوة بني المصطلق.

وقد اختلف أهل المغازي في أيّ هاتين الغزاتين كانت أوّلا، وقال الداودي: كانت قصة التيمم في غزوة الفتح، ثم تردد في ذلك، وقد روى ابن أبي شيبة من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما نزلت آية التيمم لم أدر كيف أصنع .. الحديث. فهذا يدل على تأخرها عن غزوة بني المصطلق, لأن إسلام أبي هريرة كان في السنة السابعة، وهي بعدها بلا خلاف.

قال الحافظ: ويرى البخاري أن غزوة ذات الرقاع كانت بعد قدوم أبي موسى، وقدومه كان وقت إسلام أبي هريرة.

ومما يدل على تأخر القصة أيضا عن قصة الإفك ما رواه الطبراني من طريق عباد بن عبد الله بن الزبير، عن عائشة قالت: "لما كان من أمر عقدي ما كان، وقال أهل الإفك ما قالوا، خرجت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة أخرى، فسقط أيضا عقدي، حتى حُبس الناسُ على التماسه، فقال أبو بكر: يا بُنَيَّة في كل سفرة تكونين عَنَاءً وبَلاء على الناس؟ فأنزل الله عز وجل الرخصة في التيمم، فقال أبو بكر: إنك لمباركة، ثلاثا".

وفي إسناده محمَّد بن حميد الرازي، وفيه مقال، وفي سياقه من الفوائد بيان عتاب أبي بكر الذي أُبهم في حديث الباب، والتصريح بأن ضياع العقد كان مرتين، والله أعلم (١).

(قالت) عائشة رضي الله عنها (فبعثنا) أي أثرنا من مَبْرَكه (البعير الذي كنت عليه) أي حالة السفر (فوجدنا العقد تحته) وفي رواية عروة


(١) فتح جـ ١ ص ٥١٨.