للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عند البخاري: "فبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلاً فوجدها" أي القلادة، وللبخاري أيضا في فضل عائشة من هذا الوجه، وكذا لمسلم: "فبعث ناسا من أصحابه في طلبها" ولأبي داود: "فبعث أسيد بن حضير وناسًا معه".

وطريق الجمع كما قاله الحافظ: أن أسيد بن حضير كان رأس من بُعث لذلك، فلذا سمي في بعض الروايات دون غيره، وكذا أسند الفعل إلى واحد منهم، وهو المراد به، وكأنهم لم يجدوا العقد أوّلا، فلما رجعوا، ونزلت آية التيمم، وأرادوا الرحيل وأثاروا البعير وجده أسيد بن حضير، فعلى هذا فقوله في رواية عروة: "فوجدها" أي بعد جميع ما تقدم من التفتيش وغيره.

وقال النووي رحمه الله: يحتمل أن يكون فاعل "وجدها" النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد بالغ الداودي في توهيم رواية عروة، ونقل عن إسماعيل القاضي أنه حمل الوَهَم فيها على عبد الله بن نمير.

قال الحافظ: وقد بان بما ذكرنا من الجمع بين الروايتين أن لا تخالف بينهما, ولا وهم، وفي الحديث اختلاف آخر، وهو قول عائشة رضي الله عنها: "انقطع عقد لي" وقالت في رواية عمرو بن الحارث:

"سقطت قلادة لي" وفي رواية "أنها استعارت قلادة من أسماء" يعني أختها، "فهلكت" أي ضاعت.

والجمع بينهما أن إضافة القلادة إلى عائشة لكونها في يدها وتصرفها وإلى أسماء لكونها ملكها لتصريح عائشة في رواية عروة أنها استعارتها منها، وكله بناء على اتحاد القصة. وقد جنح البخاري في التفسير إلى تعددها، حيث أورد حديث الباب في تفسير المائدة، وحديث عروة في تفسير النساء، فكان نزول آية المائدة بسبب عقد عائشة، وآية النساء