للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

"ولم يَقْبضُوا من التراب شيئا" من القبض، أي لم يمسكوا مما في الأرض من التراب، وفي نسخة السندي "لم ينقضوا" بالقاف بدل الفاء من النقض، قال: أي لم يسقطوا، وهو بمعنى الأول.

(فمسحوا بها وجوههم) بالحاء المهملة، وقال السندي: بالحاء المهملة، أو الخاء المعجمة، كما في بعض النسخ، ثم فسره بقوله: أي غَيَّروا وبدَّلُوا لكثرة التراب.

قال الجامع: كونه بالمعجمة يحتاج إلى ثبوته روايةً، والله أعلم.

(وأيديهم إلى المناكب) أي مسحوا أيديهم مبتدئين من الظهور إلى المناكب، يدل على هذا التقدير قوله: ومن بطون أيديهم الخ. والمناكب جمع مَنْكب، بفتح الميم وسكون النون وكسر الكاف، وهو من الإنسان وغيره: مُجْتَمَعُ رأس الكتف، والعَضُد، مذَكَّر لا غير (١).

(و) مسحوا (من بطون أيديهم إلى الآباط) جمع إبط -بكسر فسكون- وهو ما تحت الجناح، ويذكر ويؤنث، فيقال: هو الإبْط، وهي الإبْط، قال الفيومي: ويزعم بعض المتأخرين أن كسر الباء لغة، وهو غير ثابت, لأنه لم يجيء على فعل بكسر الفاء، والعين من الأسماء إلا حرفان: إبل وحبر (٢) وهو القَلَح، ومن الصفات إلا حرف، وهي امرأة بلز، وهي الضخمة، وبعض الأئمة يذكر ألفاظا غير ذلك، لم يثبت نقلها عن سيبويه (٣).

والمعنى أنهم ابتدأوا المسح من بطون أيديهم، ومَدُّوا ذلك إلى الآباط فمسحوا أوّلا من ابتداء الأكف إلى المناكب، وثانيا من ابتداء بطون


(١) لسان جـ ٦ ص ٤٥٣٤.
(٢) الحبر وزان إبل اسم من الحبر بفتحتين، وهو صفرة تصيب الأسنان، فإذا اخضر فهو قَلَح، فهذا تركب اللثة حتى تظهر الأسناخ فهو الحفر. والأسناخ جمع سنخ بكسر فسكون هو الأصل، أي أصل الأسنان. أفاده في المصباح.
(٣) المصباح جـ ١ ص ٢.