"ثم مسح الشمال على اليمين، وظاهر كفيه ووجهه"، وللإسماعيلي ما هو أصرح من ذلك.
ولفظه كما قال الحافظ، من طريق هارون الحَمَّال، عن أبي معاوية:"إنما يكفيك أن تضرب بيدك على الأرض، ثم تنفضهما، ثم تمسح بيمينك على شمالك، وشمالك على يمينك، ثم تمسح على وجهك"(١).
قال الجامع عفا الله عنه: الأظهر أن الترتيب غير واجب في التيمم بخلاف الوضوء، عملا بهذه الروايات المصرحة بتأخير الوجه عن الكفين، وأما تأويل "ثم" بمعنى الواو فخروج عن الظاهر بلا داع إليه، وأما الوضوء فقد تقدم ترجيح وجوب الترتيب عملا بملازمة النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقد روى وضوءَه - صلى الله عليه وسلم - جماعة على كيفيات، فما نَقَلَ أحد أنه خالف الترتيب. والله أعلم.
(فقال عبد الله) بن مسعود لعمار (أو لم تر عمر لم يقنع بقول عمار؟) وإنما لم يقنع عمر بقول عمار لكونه أخبره أنه كان معه في تلك الحال، وحضر معه تلك القصة حيث قال له كما في الرواية السابقة ٣١٩:"أما تذكر يا أمير المؤمنين إذ أنت وأنا في سرية، فأجنبنا، فلم نجد الماء" الحديث، ومع ذلك لم يتذكر ذلك أصلا، ولهذا قال لعمار:"اتق الله يا عمار" كما في الرواية ٣١٦، فقال:"يا أمير المؤمنين إن شئت لم أذكره، قال: لا، ولكن نُوَليك من ذلك ما توليت".
قال النووي رحمه الله: معنى قول عمر: "اتق الله يا عمار" أي فيما ترويه، وتثبت فيه، فلعلك نسيتَ، أو اشتبه عليك، فإني كنت معك، ولا أذكر شيئا من هذا، ومعنى قول عمار:"إن شئت لا أحدث به" أي إن رأيت المصلحة في الإمساك عن التحديث به راجحة على