التحديث به وافقتك، وأمسكت، فإني قد بلغته، فلم يبق عَلَيَّ فيه حرج، فقال عمر:"نوليك ما توليت" أي لا يلزم من كوني لا أذكره أن لا يكون حقا في نفس الأمر، فليس لي منعك من التحديث به.
وبهذا يتضح عذر عمر في عدم قبوله لقول عمار، وأما ابن مسعود فلا عذر له في التوقف عن قبول حديث عمار، فلهذا جاء عنه أنه رجع عن الفُتيا بذلك، كما أخرجه ابن أبي شعيبة بإسناد فيه انقطاع عنه (١). وبالله التوفيق، وعليه التكلان.
مسائل تتعلق بهذا الحديث
المسألة الأولى: في درجته: حديث أبي موسى الأشعوي رضي الله عنه هذا متفق عليه.
المسألة الثانية: في بيان مواضع ذكر المصنف له: أخرجه المصنف هنا -٢٠١/ ٣٢٠ - والكبرى -١٨١/ ٣٠٨ - بالسند المذكور.
المسألة الثالثة: فيمن أخرجه معه: أخرجه (خ م د).
فأخرجه (خ) مطولا في الطهارة عن عمر بن حفص بن غياث، عن أبيه، وعن محمَّد بن سلام، عن أبي معاوية، وعن بشر بن خالد، عن غندر، عن شعبة، وزاد يعلي بن عبيد.
وأخرجه (م) فيه عن يحيى بن يحيى وأبي بكر بن أبي شيبة، ومحمد ابن عبد الله بن نمير، ثلاثتهم عن أبي معاوية، وعن أبي كامل فضيل بن حسين، عن عبد الواحد بن زياد.
وأخرجه (د) فيه عن محمَّد بن سليمان الأنباري، عن أبي معاوية خمستهم عن الأعمش، عن شقيق، عن أبي موسى رضي الله عنه.