أبو عوانة في صحيحه عنه، وفي رواية لابن حبان:"وأشار أبو عاصم بكفيه" فكأنه حَلَّقَ بشبريه يصف به دَوْره الأعلى. وفي رواية للبيهقي "كَقْدر كُوز يسع ثمانية أرطال (فأخذ) الماء (بكفه، بدأ) هكذا في رواية المصنف "بدأ" بدون فاء، وفي رواية البخاري "فبدأ" (بشق رأسه الأيمن) أي نصف، أو جانب رأسه الأيمن. والشق: بالكسر النصف، والجانب، كما في المصباح. يعني أنه غسل نصف رأسه الأيمن أوّلا (ثم) ثَنَّى بغسل نصفه (الأيسر) وفيه استحباب تقديم الأيمن في غسل الرأس (ثم أخذ) الماء (بكفيه) بالتثنية، وأشار به -كما قال الحافظ- إلى الغَرْفَة الثالثة، كما صرحت به رواية أبي عوانة (فقال بهما) أي قَلَب بكفيه أي صب ما فيهما (على رأسه) وللبخاري على وسط رأسه، وإطلاق القول على الفعل شائع في كلامهم.
قال العلامة ابن منظور رحمه الله: قال ابن الأثير رحمه الله: العرب تجعل القول عبارة عن جميع الأفعال، وتطلقه على غير الكلام، واللسان فتقول: قال بيده: أي أخذ، وقال برجله: أي مَشَى قال الشاعر
أي أومأت، "وقال بالماء على يده" أي قَلَبَهُ، وقال بثوبه: أي رفعه، وكل ذلك على المجاز والاتساع، كما رُوي في حديث السهو، قال: "ما يقول ذو اليدين؟ قالوا:"صدق" رُوي أنهم أومئُوا برؤسهم
أي نعم، ولم يتكلموا، قال: ويقال: قال بمعنى أقبل، وبمعنى مالَ واستَرَاحَ، وضرب، وغلَب، وغير ذلك. انتهى لسان جـ ٥ ص ٣٧٨٠.
قال الجامع عفا الله عنه: وقد نظمْتُ من معاني "قال"، ما ذكره في القاموس فقلتُ: