للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

حديث أبي سعيد "قال موسى: يَزْعُمُ بنو إسرائيل أني أكْرَمُ على الله، وهذا أكرم عَلَى اللهِ منِّي" زاد الأموي في روايته: "ولو كان هذا وَحْدَهُ لَهَانَ عَلَيَّ، ولكن معه أمته، وهم أفضل الأمم عند الله".

وفي رواية أبي عُبيدة بن عبد الله بن مسعود، عن إبيه: "أنه مَرَّ بموسى -عليه السلام- وهو يَرْفَعُ صوته: فيقول: أكْرَمْتَهُ وفَضَّلْتَهُ، فقال جبريل: هذا موسى، قلت: وَمَن يُعَاتبُ؟ قال: يعاتب ربه فيك، قلت: ويرفع صوته على ربه؟ قال: إن الله قد عَرَفَ له حدَّتَهُ"، وفي حديث ابن مسعود عند الحارث، وأبي يَعْلَى والبَزَّارِ: "وسمَعت صوتًا، وتَذْميرًا، فسألت جبريلَ، فقال: هذا موسى، قلت: عَلَى من تَذَمُّروُهُ (١)؟ قال: على ربه، قلت: على ربه؟ قال: إنه يَعْرفُ ذلك منه". والله تعالى أعلم.

تنبيه:

قال العلماء: لم يكن بكاءُ موسى حَسَدًا، -معاذ الله- فإنَّ الحَسَد في ذلك العالَم مَنزُوع عن آحاد المؤمنين، فكيف بمن اصطفاه الله تعالى؟ بل كان أسفًا على ما فاته من الأجر الذي يَترتبُ عليه رفعُ الدرجات بسبب ما وقع من أمته من كثرة المخَالفة المقتضية لتنقيص أجورهم المستلزم لتنقيص أجره، لأن لكل نبي مِثْلَ أجْر كل من اتبعه، ولهذا كان من اتبعه من أمته في العدد دون منَ اتبع نبينا - صلى الله عليه وسلم - مع طول مدتهم بالنسبة لهذه الأمة. والله أعلم.

تنبيه آخر:

قول موسى عليه السلام: "هذا الغلام" ليس على سبيل التنقيص،


(١) بالذال المعجمة: المَلَامَةَ والعتاب.