للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الحديث في رواية قتادة، عن أنس، لكن ذكر الحافظ رحمه الله في الفتح أن قصة البيت مدرجة في حديث أنس، وقد أشار البخاري في الصحيح إلى ذلك، حيثما قال بعد سَوْق الحديث من طريق قتادة عن أنس بن مالك، عن مالك بن صعصعةَ، وفيه: "فرفع لي البيت المعمور، فسألت جبريل، فقال: هذا البيت المعمور … " إلخ ما نصه: وقال همام عن قتادة، عن الحسن، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - "في البيت المعمور".

قال الحافظ: يريد أن هَمَّامًا فصل في سياقه قصةَ البيت المعمور من قصة الإسراء، فَرَوى أصلَ الحديث عن قتادة، عن أنس، وقصة البيت عن قتادة، عن الحسن، وأما سعيد -وهو ابن أبي عروبة- وهشام -وهو الدستوائي- فأدرجا قصة البيت المعمور في حديث أنس، والصواب رواية همام، وهي موصولة عن هُدْبَة، عنه، وَوَهِمَ من زَعَمَ أنها مُعَلَّقَة، فقد روى الحسن بن سفيان في مسنده الحديث بطوله عن هدبة، فاقتص الحديث إلى قوله: "فرفع لي البيت المعمور"، قال قتادة: "فحدثنا الحسن عن أبي هريرة، أنه رَأى البيت المعمور يدخله كُلَّ يوم سبعون ألف ملك، ولا يعودون فيه"، وأخرجه الإسماعيلي عن الحسن بن

سفيان، وأبي يعلى، والبغوي، وغير واحد كلهم عن هُدْبَة به مُفَصَّلًا، وعُرِفَ بذلك مرادُ البخاري بقوله: "في البيت المعمور".

وأخرج الطبري من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، قال: ذُكِرَ لنا أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "البيتُ المعمورُ مسجدٌ في السماء بحَذاءِ الكعبةِ، لو خَرَّ لخَرَّ عليها، يدخله سبعون ألف ملك كل يوم،