للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال أبو ثور: أول وقتها إذا كان ظل كل شيء مثله بعد الزوال، وزاد على الظل زيادة تبين إلى أن تصفر الشمس، وهو قول أحمد بن حنبل، قال: آخر وقت العصر ما لم تصفر الشمس (١). وحجة من قال بهذا القول: حديث عبد الله بن عمرو، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، أنه قال: "وقت العصر ما لم تصفر الشمس" (٢) رواه قتادة، عن أبي أيوب الأزدي، عنه.

وقال إسحاق بن راهويه: آخر وقت العصر أن يدرك المصلي منها ركعة قبل الغروب، وهو قول داود لكل الناس، معذور، وغير معذور، صاحب ضرورة، وصاحب رفاهية، إلا أن الأفضل عنده، وعند إسحاق أيضًا أول الوقت.

وقال الأوزاعي: إن ركع ركعة قبل غروبها، وركعة بعد غروبها فقد أدركها.

وحجتهم حديث أبي هريرة رضي الله عنه "من أدرك ركعة من العصر قبل أن تغرب الشمس، فقد أدرك العصر … " الحديث (٣). اهـ خلاصة ما قاله ابن عبد البر رحمه الله في كتابه "التمهيد" جـ ٨، ص ٧٦ - ٧٩.


(١) هذا أصح القولين عنه، وعنه حين يصير ظل كل شيء مثليه، قاله في المغني جـ ٢ ص ١٥.
(٢) يأتي للمصنف (٥٢٢).
(٣) يأتي للمصنف في الباب التالي.