للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

سنة ثمان من الهجرة.

وسببها على ما ذكره أهل السير: نقض قريش عهدها بإعانتهم بني بكر الذين دخلوا في عقدهم وعهدهم على خزاعة الذين دخلوا في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -، فناصروهم سرًا، حتى قتلوا منهم رجالًا، فجاء عمرو بن سالم الخُزَاعِي، وبُدَيْلُ بن وَرْقَاءَ إلى المدينة، وأخبَراه بمُظاهرَة قريش بني بكر عليهم، وإجابتهم إلى مناصرتهم، ثم قدم أبو سفيان المدينة لِيَشُدَّ العهد، ويزيد في المدة؛ فدخل علي بنته أم حبيبة رضي الله عنها، فذهب ليجلس على الفراش، فطوته، فقال: يا بنيةُ أرَغِبْتِ بي عن هذا الفراش، أو رغبت به عني؟.

قالت: هو فراش رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأنت رجل مشرك نجس، قال: لقد أصابك بعدي شرّ، ثم خرج، فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فكلمه، فلم يرد عليه، فكلم أبا بكر أن يكلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ما أنا بفاعل، فكلم عمر، فقال: أنا أشفع لكم؟ والله لو لم أجد إلا الدِّرَّة لجاهدتكم بها، فدخل على علي، وعنده فاطمة وابنها الحسن، فقال: يا علي أنت أمَسُّ القوم بي رَحِمًا، جئت في حاجة، وذكرها، قال: لقد عزَمَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أمر ما نستطيع أن نكلمه، فقال: يا بنت محمد، هل لك أن تأمري ابنك هذا، فيجير بين الناس، فيكون سيد العرب إلى آخر الدهر؟ قالت: ما بلغ ابني أن يجير. قال: يا أبا الحسن قد اشتد الأمر فانصحني، قال: ما أعلم شيئًا يغني عنك،