وهو داخل فيه، وقيل: حتى غاية لإدباره. قاله العيني.
قال الجامع: الأول أقرب إلى المعنى، إذ الظاهر في سبب هروبه عن الأذان، مع أنه لا يهرب عن القرآن، وهو أفضل من الأذان: هو الابتعاد عن إلزامه الشهادة للمؤذن، كما دل عليه حديث أبي سعيد، فيكون خروج الضراط منه حين هروبه من أجل خوفه وصولَ صوت المؤذن خلالَ هروبه، فظهر كون قوله:"حتى لا يسمع" علة للضراط. والله أعلم.
وقال في "الفتح": قوله: حتى لا يسمع التأذين، ظاهره أنه يتعمد إخراج ذلك، إما ليشتغل بسماع الصوت الذي يخرجه عن سماع المؤذن، أو يصنع ذلك استخفافًا، كما يفعله السفهاء. ويحتمل أن لا يتعمد ذلك، بل يحصل له عند سماع الأذان شدة خوف يحدث له ذلك الصوت بسببها. ويحتمل أن يتعمد ذلك، ليقابل ما يناسب الصلاة من الطهارة بالحدث.
واستدل به على استحباب رفع الصوت بالأذان؛ لأن قوله:"حتى لا يسمع" ظاهر في أنه يبعد إلى غاية ينتفي فيها سماعه للصوت، وقد وقع بيان الغاية في رواية لمسلم من حديث جابر، فقال:"حتى يكون مكانَ الرَّوْحَاء"، وحَكَى الأعمشُ عن أبي سفيان، راويه عن جابر أن بين المدينة والروحاء ستة وثلاثين ميلًا. هذه رواية قتيبة، عن جرير، عند مسلم، وأخرجه عن إسحاق، عن جرير، ولم يسق لفظه، ولفظ