المؤذن، لكن يدل على زيادته في الإبعاد ما رواه مسلم في صحيحه من رواية الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر - رضي الله عنه -، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:"إن الشيطان إذا سمع النداء بالصلاة ذهب حتى يكون مكان الروحاء" قال سليمان -يعني الأعمش- فسألته عن الروحاء؟ فقال: هي من المدينة ستة وثلاثون ميلًا. انتهى طرح.
قال الجامع: قد تقدم أن الأقرب كون الضراط علة لعدم سماعه الأذان، على أنه لا مانع من اجتماع الأمرين في حصول الضراط. فتنبه. والله أعلم.
المسألة السابعة: أنه اختلف العلماء في الحكمة في إدبار الشيطان وهروبه عند سماع الأذان والإقامة، دون سماع القرآن والذكر في الصلاة، فقال المهلب: إنما يهرب -والله أعلم- من اتفاق الكل على الإعلان بشهادة التوحيد، وإقامة الشريعة، كما يفعل يوم عرفة، لما يرى من اتفاق الكل على شهادة التوحيد لله تعالى، وتنزل الرحمة، فييأس أن يردهم عما أعلنوا به من ذلك، ويوقن بالخيبة بما تفضل الله تعالى عليهم من ثواب ذلك، ويذكر معصية الله، ومضادته أمره، فلا يملك الحدث، لما حصل له من الخوف. انتهى. وذكر القاضي عياض نحوه.
وقيل: إنما أدبر عند الأذان لئلا يسمعه، فيضطر إلى أن يشهد له بذلك يوم القيامة، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يسمع مدى صوت المؤذن جن،