للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ولا إنس، ولا شيء، إلا شهد له يوم القيامة. وهذا قد حكاه النووي عن العلماء، وهو مبني على أن الكافر يدخل في هذه الشهادة، وهو الصحيح.

وحكى القاضي عياض قولًا أن الكافر لا يدخل في هذه الشهادة، لأنه لا شهادة له، وقال: لا يقبل هذا من قائله، لما جاء في الآثار من خلافه.

وقال ابن عبد البر: إنما يفعل ذلك لما يلحقه من الذعر، والخزي عند الله، وذكرُ الله تعالى في الأذان تفزغ منه القلوب ما لا تفزع من شيء من الذكر، لما فيه من الجهر بالذكر، وتعظيم الله تعالى فيه، وإقامة دينه، فيدبر الشيطان، لشدة ذلك على قلبه. انتهى.

وقال بعضهم: سبب إدباره عظم أمر الأذان، لما اشتمل عليه من قواعد التوحيد، وإظهار شعار الإسلام، وإعلانه.

وقيل: ليأسه من الوسوسة عند الإعلان بالتوحيد.

وقيل: لأنه دعاء إلى الصلاة التي فيها السجود الذي امتنع من فعله لمَّا أُمِرَ به. قال ابن بطال: وليس بشيء، لأنه عليه الصلاة والسلام قد أخبر أنه إذا قضي التثويب أقبل يذكره ما لم يذكر، يخلط عليه صلاته، وكان فراره من الصلاة التي فيها السجود أولى لو كان كما زعموا. انتهى.