للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال الجامع عفا الله عنه: وبهذا يتبين أن ما وقع في الكبرى من قوله "صل" بحذف الياء بصيغة أمر المذكر خطأ من النساخ، فإنه مختصر من القصة المذكورة، فصوابه "صلي" بالياء؛ لأنه أمر لتلك المرأة، فلا تحذف لأنها ضمير المؤنثة. والله أعلم.

(فإِني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: الصلاة فيه) أي في مسجده - صلى الله عليه وسلم - (أفضل من ألف صلاة فيما سواه) وفي الرواية الآتية (٢٩٩٨)، والكبرى (٧٧٠)، وهي رواية مسلم "فيما سواه من المساجد" (إِلا مسجد الكعبة) هكذا هنا بالإضافة، وفي الرواية الآتية (٢٨٩٨)، والكبرى (٧٧٠) "إلا المسجد الكعبة" بتعريف المسجد أيضًا، وعليها فالكعبة بدل من المسجد.

والمراد بمسجد الكعبة الحرم كله على الراجح، فاستدلال بعضهم بهذه الرواية على تخصيص الفضل بما حول الكعبة فقط دون بقية الحرم غير صحيح، فإن هذه الرواية بمعنى الرواية الأخرى "إلا المسجد الحرام" إذ الكعبة تطلق على الحرم كله، بدليل قوله تعالى: {هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ} [المائدة: ٩٥] فإنه لا خلاف بين أهل العلم أن المراد بالكعبة الحرم كله، قال الحافظ ابن كثير -رحمه الله-: أي واصلًا إلى الكعبة، والمراد وصوله إلى الحرم بأن يذبح هناك، ويفرق لحمه على مساكين الحرم، وهذا أمر متفق عليه في هذه الصورة. انتهى. جـ ٢ ص ١٠٣.

وقال القرطبي في تفسيره جـ ٦ ص ٣١٤: ولم يرد الكعبة بعينها،