ثم بَيَّنَ تلك الناحية بمَا أبْدَلَهُ، فقَال (في حي) -بفتح المهملة، وتشديد التحتانية- القبيلة، وجمعه أحياء (يقال لهم: بنو عمرو بن عوف) بفتح العين فيهما- أي ابن مالك بن الأوس بن حارثة، ومنازلهم بقباء، وهي على فرسخ من المسجد النبوي، وكان نزوله على كلثوم بن الهْدِم، وقيل: كان يومئذ مشركًا، وجزم به محمد بن الحسن بن زبالة في أخبار المدينة.
وكان ذلك في يوم الاثنين من شهر ربيع الأول، على المعتمد، وشذ من قال: يوم الجمعة. وفي رواية موسى بن عقبة، عن ابن شهاب "قدمها لليلتين خلتا من شهر ربيع الأول"، ونحوه عند أبي معشر، لكن قال: ليلة الاثنين، ومثله عن ابن البرقي، وثبت كذلك في أواخر صحيح مسلم، وفي رواية إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق "قدمها لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول"، وعند أبي سعيد في "شرف المصطفى" من طريق أبي بكر بن حزم "قدم لثلاث عشرة من ربيع الأول".
قال الحافظ -رحمه الله-: وهذا يجمع بينه وبين الذي قبله بالحمل على الاختلاف في رؤية الهلال، وعنده من حديث عمر "ثم نزل بني عمرو ابن عوف يوم الاثنين لليلتين بقيتا من ربيع الأول"، كذا فيه، ولعله كان فيه "خلتا" ليوافق رواية جرير بن حازم، وعند الزبير في خبر المدينة عن ابن شهاب "في نصف ربيع الأول". وقيل: كان قدومه في سابعه.