وجزم ابن حزم بأنه خرج من مكة لثلاث ليال بقين من صفر، وهذا يوافق قول هشام بن الكلبي: إنه خرج من الغار ليلة الاثنين أول يوم من ربيع الأول.
فإن كان محفوظًا، فلعل قدومه قباء كان يوم الاثنين ثامن ربيع الأول، وإذا ضم إلى قول أنس: إنه أقام بقباء أربع عشرة ليلة، خرج منه أن دخوله المدينة كان لاثنين وعشرين منه، لكن الكلبي جزم بأنه دخلها لاثنتي عشرة خلت منه، فعلى قوله تكون إقامته بقباء أربع ليال فقط، وبه جزم ابن حبان، فإنه قال:"أقام بها الثلاثاء، والأربعاء، والخميس"، يعني: وخرج يوم الجمعة، فكأنه لم يعتد بيوم الخروج.
وكذا قال موسى ابن عقبة: إنه أقام فيهم ثلاث ليال، فكأنه لم يعتد بيوم الخروج، ولا الدخول، وعن قوم من بني عمرو بن عوف: أنه أقام فيهم اثنين وعشرين يومًا، حكاه الزبير بن بكار، وفي مرسل عروة بن الزبير ما يقرب منه.
والأكثر أن قدومه كان نهارًا، ووقع في رواية مسلم "ليلًا" ويجمع بأن القدوم كان آخر النهار، فدخل نهارًا. أفاده في "الفتح" جـ ٧ ص ٢٨٧.
(فأقام فيهم أربع عشرة ليلة) وفي رواية للبخاري "بضع عشرة ليلة"، وقال موسى بن عقبة عن ابن شهاب:"أقام فيهم ثلاثًا". قال: وروى ابن شهاب عن مُجَمِّع بن جارية: "أنه أقام اثنتين وعشرين