للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الأفقهون، ولا التفات إلى ما يُهَوِّش به أعداء السنة من تهوين أمر الحديث، وتخذيلهم الأغبياء عن الاهتمام بالحديث، وكأن الحديث عندهم ليس مصدراً للفقه {سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ}.

(فإِن كانوا في السنة سواء، فأقدمهم سنًّا) أي إن استوى القوم في العلم بالسنة فيؤمهم أكبرهم سِنّاً.

وقال في النيل: أي يقدم في الإمامة من كبر سنه في الإسلام؛ لأن ذلك فضيلة يرجح بها. وجعل البغوي أولاد من تقدم إسلامه أولى من أولاد من تأخر إسلامه، والحديث لا يدل عليه (١).

وفي رواية لمسلم "فأقدمهم سِلْماً" بدل "سِنّاً". قال النووي رحمه الله: معناه إذا استويا في الفقه، والقراءة، والهجرة، ورجح أحدهما بتقدم إسلامه، أو بكبر سنه قُدِّم؛ لأنها فضيلة يُرَجَّح بها. اهـ (٢).

(ولا تؤمّ الرجل) "لا" ناهية، فلذا جزم الفعل بعدها، وحرك لالتقاء الساكنين، وتجوز فيه الحركات الثلاث، الكسر على أصل التخلص من التقاء الساكنين، والفتح للتخفيف، والضم للإتباع. والفعل مبني للفاعل مسند لضمير المخاطب، و"الرجل" منصوب على المفعولية له.


(١) نيل جـ ٤ ص ٥٤.
(٢) شرح مسلم جـ ٥ ص ١٧٣.