للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

هل صليت؟ فيقول: نعم، فهو جواب المستفهم. اهـ.

يقول سلمان رضي الله عنه: نعم علَّمنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كلَّ شيء نحتاج إليه في ديننا.

قال الطيبي: جواب سلمان من باب أسلوب الحكيم لأن المشرك لما استهزأ كان من حقه أن يُهَدَّد، أو يُسكت عن جوابه، لكن ما التفت سلمان إلى استهزائه، وأجاب جواب المرشد للسائل المُجدّ. اهـ.

ويحتمل أنه رد له بأن ما زعمه سببا للاستهزاء ليس بسبب له بل المسلم يصرح به عند الأعداء؛ لأنه أمر يحسنه العقل عند معرفة تفصيله فلا عبرة بالاستهزاء به لإضافته إلى أمر مستقبح ذكره، والجواب بالرد لا يسمى أسلوب الحكليم. اهـ المنهل، جـ ١/ ص ٣٨. ومثله للسندي.

قال الجامع عفا الله عنه: قلت: أسلوب الحكيم نوع من أنواع المحسنات البديعية المعنوية: وهو: تلقى المخاطب بغير ما يترقبه إما بترك سؤاله، والإجابة عن سؤال لم يسأله، وإما بحمل كلامه على غير ما كان يقصد إشارة إلى أنه كان ينبغي له أن يسأل هذا السؤال، أو يقصد هذا المعنى.

فكلام سلمان من النوع الثاني فهو من الأسلوب الحكيم كما قاله الطيبي، فتأمل.

"نهانا" أي منعنا "أن نستقبل القبلة" أي بفروجنا كما في الموطأ "لا تستقبلوا القبلة بفروجكم" و"أل" في القبلة للعهد. والمعهود الكعبة كما فسرها حديث أبي أيوب حيث قال: "فقدمنا الشام فوجدنا مراحيض قد بنيت نحو الكعبة" الحديث "بغائط" هكذا عند المصنف بالباء، قال وليّ الدين العراقي: ضبطناه في سنن أبي داود بالباء الموحدة وفي مسلم باللام اهـ.