ومثله للنووي في شرح مسلم، وزاد وروي "للغائط" باللام والباء، وهما بمعنى اهـ، أي لأجل غائط، أو بسببه.
والغائط في الأصل: المكان المنخفض من الأرض، ثم صار اسما للخارج المعروف من دبر الآدمي.
"أو بول" هو في الأصل: مصدر بال، من باب قال، ثم استعمل في الخارج المعروف من القبل.
قال الشيخ ابن دقيق العيد: والحديث دل على المنع من استقبالها ببول أو غائط، وهذه الحالة تتضمن أمرين: أحدهما: خروج الخارج المستقذر، والثاني كشف العورة، فمن الناس من قال: المنع للخارج، لمناسبته لتعظيم القبلة عنه، ومنهم من قال: المنع لكشف العورة، وينبني على هذا الخلافُ في جواز الوطء مستقبلَ القبلة مع كشف العورة فمن علل بالخارج أباحه إذ لا خارج، ومن علل بالعورة منعه. اهـ شرح العمدة، جـ ١/ ص ٥٣.
وتقدم تحقيق المسألة في باب النهي عن استقبال القبلة عند الحاجة.
"أو نستنجي" بالنصب عطفا علي نستقبل أي نهانا أن نستنجي أي نغسل موضع النجو، أي الخرء بالماء، أو نمسحه بالحجر ونحوه كما تقدم قريبا تفسير الاستنجاء بهما "بأيماننا" جمع يمين خلاف الشمال، والنهي عن الاستنجاء باليمين على إكرامها وصيانتها عن الأقذار ونحوها، لأن اليمين للأكل والشرب، والأخذ، والإعطاء، ومصونة عن مباشرة الثُّفْل، وعن مماسة الأعضاء التي هى مجاري الأثفال (١) والنجاسات، خلاف الشمال، فإنها لخدمة أسفل البدن بإماطة ما هنالك من القَذَرات وتنظيف ما يحدث من الإنسان، وغيره، وسيأتي قريبًا تحقيق المسألة إن شاء الله تعالى.
(١) الأثْفَالُ بالفتح جمع ثُفْل بالضم كقُفْل، وأقفال: حُثالة الشيء، وهو الثخين الذي يبقى أسفل الصافي. اهـ المصباح جـ ١ ص ٨٢.