{فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ} الآية [البقرة: ٢٠٠]. أي أديتوها. قاله الفيومي (قيل له: إِن فلاناً فعل كذا وكذا) كناية عن انصرافه عن الصلاة معه، وصلاته منفردًا (فقال معاذ: لئن أصبحت لأذكرن ذلك لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-) اللام في "لئن" هي اللام الموطئة للقسم المقدر، وفي "لأذكرن" هي التي يتلقى بها جواب القسم، أي قال معاذ بن جبل رضي الله عنه لما علم بما صنعه ذلك الرجل: والله لئن أصبحت، أي دخلت في وقت الصباح لأذكرن صنيعه هذا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولأشكونه إليه، ليزجره عنه.
وفي الرواية الآتية ٧١/ ٩٩٨:"من رواية أبي الزبير عن جابر، فأخبر معاذ عنه، فقال: إنه منافق". ونحوه لمحي رواية سَليم بن حيان عند البخاري.
وفي رواية عمرو بن دينار الآتية ٤١/ ٨٣٥:"فقالوا: نافقت يا فلان، دقال: والله ما نافقت، ولآتين النبي -صلى الله عليه وسلم- فأخبره". قال في "الفتح": وكأن معاذاً قال ذلك أوّلا، ثم قال أصحاب معاذ للرجل. انتهى.
(فأتى معاذ النبي -صلى الله عليه وسلم-، فذكر ذلك له) وفي رواية عمرو المذكورة آنفًا أن الذي جاء فاشتكى من معاذ هو الرجل، لكن يجمع بين الروايتين بأن معاذاً سبقه بالشكوى، فلما أرسل إليه، جاء فاشتكى من معاذ.