للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(فأرسل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إليه) إلى ذلك الرجل (فقال) -صلى الله عليه وسلم- (ما حملك) "ما" استفهامية مبتدأ، خبرها الجملة بعدها، أي أيّ شيء حملك (على الذي) وفي نسخة على ما، بدل "الذي" متعلق بحمل (صنعت) بحذف العائد المنصوب، أي على الصنع الذي صنعته من الخروج من صلاة معاذ؟ (فقال) ذلك الرجل (يا رسول الله عملت على ناضحي من النهار) وفي رواية عمرو بن دينار الآتية ٤١/ ٨٣٥: "فأتى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال يا رسول الله إن معاذًا يصلي معك، ثم يأتينا، فيؤمنا، وإنك أخرت الصلاة البارحة، فصلى معك، ثم رجع فأمنا، فاستفتح بـ"سورة البقرة"، فلما سمعت ذلك تأخرت، فصليت، وإنما نحن أصحاب نواضح، نعمل بأيدينا"

و"الناضح": الإبل التي يستقى عليها الماء، جمعه نواضح. يقال: نضَحَ البعيرُ الماءَ: حمله من نهر أو بئر لسقي الزرع، فهو ناضح، والأنثى ناضحة، بالهاء، سمي ناضحًا لأنه يَنضَح العَطَشَ، أي يَبُلُّهُ بالماء الذي يحمله، هذا أصله، ثم استعمل الناضح في كل بعير، وإن لم يحمل الماء. قاله الفيومي رحمه الله (١).

وأراد الرجل الاعتذار إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- بأنه صاحب عمل شديد في النهار، ومن كان كذلك لا يستطيع تطويل الصلاة.

(فجئت، وقد أقيمت الصلاة) وتقدم اختلاف الروايات في كون


(١) المصباح جـ ٢ ص ٦٠٩ - ٦١٠.