للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

تلك الصلاة العشاء، أو المغرب، والجمع بالحمل على تعدد الواقعة (فدخلت المسجد، فدخلت معه) أي مع معاذ (في الصلاة، فقرأ سورة كذا وكذا) وتقدم اختلاف الروايات في كون السورة البقرة، أو النساء، أو اقتربت (فطول، فانصرفت، فصليت في ناحية المسجد) أي في جانبه (فقال وسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أفتان يا معاذ، أفتان يا معاذ، أفتان يا معاذ" بالرفع، والتكرار ثلاثًا، وفي "الكبرى": "أفتاناً يا معاذ، أقتاناً يا معاذ " بالنصب، والتكرار مرتين. والهمزة للاستفهام الإنكاري، وإنما كرره للتأكيد.

و"فتان" صيغة مبالغة، ورفعه على أنه خبر لمحذوف، تقديره: أي "أنت فتان"، والنصب على أنه خبر لكان المقدرة، أي أتكون فتاناً.

وفي رواية أبي الزبير الآتية ٧١/ ٩٩٨: "أتريد أن تكون فتاناً"، ولأحمد من حديث معاذ بن رفاعة المتقدم: "يا معاذ لا تكن فتانًا"، زاد في حديث أنس: "لا تطول بهم".

ومعنى الفتنة هنا، أن التطويل يكون سببًا لخروجهم من الصلاة، ولكراهتهم الصلاة في الجماعة. وروى البيهقي في "الشعب" بإسناد صحيح عن عمر رضي الله عنه: "لا تُبَغِّضُوا الله إلى عباده، يكون أحدكم إمامًا فيطول على القوم الصلاة، حتى يُبَغِّض إليهم ما هم فيه".