إمام، فجهر "بسم الله الرحمن الرحيم"، فلما فرغ من صلاته، قلت: ما هذا؟ غَيِّبْ عنا هذه التي أراك تجهر بها، فإني قد صليت مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، ومع أبي بكر، وعمر، فلم يجهروا بها. انتهى.
فهؤلاء ثلاثة رووا هذا الحديث عن ابن عبد الله بن مغفل عن أبيه، وهم أبو نعامة الحنفي: قيس بن عباية، وقد وثقه ابن معين، وغيره، وقال ابن عبد البر: هو ثقة عند جميعهم. وقال الخطيب: لا أعلم أحدًا رماه ببدعة في دينه، ولا كَذب في روايته. وعبد الله بن بريدة، وهو أشهر من أن يثنى عليه، وأبوَ سفيان السعدي، وهو وإن تُكُلِّمَ فيه، ولكنه يعتبر به ما تابعه عليه غيره من الثقات، وهو الذي سمى ابن عبد الله بن مغفل يزيد، كما هو عند الطبراني فقط.
قال الجامع عفا الله عنه: بل ثبت تسميته يزيد عند أحمد أيضًا ٤/ ٨٥ من طريق إسماعيل، عن سعيد الجريري، عن قيس بن عباية، عن ابن عبد الله بن مغفل، يزيد بن عبد الله، قال: سمعني أبي … راجع "المسند" جـ ٤ ص ٨٥. وكذا ثبت في مسند أبي حنيفة رحمه الله كما قاله الحافظ في "تت" جـ ١٢ ص ٣٠٢، والحافظ المزي في "تحفته" كما يأتي قريبًا. والله تعالى أعلم.
قال: فقد ارتفعت الجهالة عن ابن عبد الله بن مغفل برواية هؤلاء الثلاثة عنه.