للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

و"الذراع": اليد من كل حيوان، لكنها من الإنسان من المرفق إلى أطراف الأصابع، وهو أنثى، وبعض العرب يذكره، قال ابن الأنباري: وأنشدنا أبو العباس، عن سلمة، عن الفراء شاهدًا على التأنيث قولَ الشاعر [من الرجز]:

أَرْمِي عَلَيْهَا وَهْي فَرْعٌ أَجْمَعُ … وَهْيَ ثَلاثُ أَذْرُعٍ وَإِصْبَعُ

وعن الفراء أيضًا: الذراع أنثى، وبعض عُكْلٍ يذكر، فيقول: خمسة أذرع. قال ابن الأنباري: ولم يَعرف الأصمعيُّ التذكيرَ. وقال

الزجاج: التذكير شاذ غير مختار. وجمعها: أذْرعٌ، وذُرْعَانٌ. حكاه في "العُبَاب" (١).

وإنما غمز أبو هريرة رضي الله عنه ذراعه على معنى التأنيس له، والتنبيه على فهم مراده، والبَعْثِ له على جمع ذهنه، وفهمِ جوابه. قاله الباجي رحمه الله تعالى.

(وقال: اقرأ بها في نفسك يا فارسي) معناه: اقرأ بفاتحة الكتاب سّرًا في نفسك. وفيه حجة للمذهب الراجح أن المأموم يقرأ الفاتحة

خلف الإمام مطلقًا، سرية كانت أو جهرية. وسيأتي تحقيق ذلك في موضعه، إن شاء الله تعالى.

قال النووي رحمه الله: وأما ما حمله عليه بعض المالكية وغيرهم


(١) "المصباح المنير" جـ ١ ص ٢٠٧ - ٢٠٨.