للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عطية الخطفي [من الوافر]:

أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى صِراطِ … إذَا اعْوَجَّ المَوَارِدُ مُسْتَقِيمِ

قال: والشواهد على ذلك أكثر من أن تحصر، قال: ثم تستعير العرب الصراط، فتستعمله في كل قول، وعمل، وُصِفَ باستقامة، أو

اعوجاج، فتصف المستقيم باستقامته، والمعوج باعوجاجه.

ثم اختلفت عبارات المفسرين من السلف والخلف في تفسير الصراط، وإن كان يرجع حاصلها إلى شيء واحد، وهو المتابعة لله، وللرسول - صلى الله عليه وسلم - فقيل: إنه كتاب الله. وقيل: الإسلام. وقيل: الحق. وذكر ما تقدم في كلام القرطبي، إلا قول فضيل: "إنه طريق الحج"، ثم قال: وكل هذه الأقوال صحيحة، وهي متلازمة، فإن من اتبع النبي - صلى الله عليه وسلم -، واقتدى باللذين من بعده، أبي بكر، وعمر، فقد اتبع الحق، ومن اتبع الحق، فقد اتبع الإسلام، ومن اتبع الإسلام، فقد اتبع القرآن، وهو كتاب الله، وحبله المتين، وصراطه المستقيم، فكلها صحيحة، يصدق بعضها بعضًا، ولله الحمد.

فإن قيل: فكيف يسأل المؤمن الهداية في كل وقت من صلاة وغيرها، وهو متصف بذلك؟ فهل هذا من باب تحصيل الحاصل، أم

لا؟.

فالجواب: أن لا، ولولا احتياجه ليلًا ونهارًا إلى سؤال الهداية لما