للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

[قال الجامع عفا الله تعالى عنه]: [فإن قيل]: لماذا خص الركوع بـ"العظيم"، والسجود بـ"الأعلى"؟.

[أجيب]: بأن السجود لما كان فيه غاية التواضع، لما فيه من وضع الجبهة التي هي أشرف الأعضاء على مواطىء الأقدام كان أفضل من الركوع، فحسن تخصيصه بما فيه صيغة أفعل التفضيل، وهو "الأعلى" بخلاف "العظيم"، جَعْلًا للأبلغ مع الأبلغ، والمطلق مع المطلق. والله تعالى أعلم.

[تنبيه]: لم يذكر المصنف في روايته مقدار عدد التسبيح في الركوع والسجود، ولم يصح فيه حديث، وأما ما أخرجه أبو داود، والترمذي، وابن ماجه عن عون بن عبد الله ابن عتبة، عن ابن مسعود - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا ركع أحدكم، فقال في ركوعه: سبحان ربي العظيم، ثلاث مرات، فقد تم ركوعه، وذلك أدناه، وإذا سجد، فقال: سبحان ربي الأعلى، ثلاث مرات، فقد تم سجوده، وذلك أدناه". فهو حديث مرسل، لأن عونا لم يلق عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -، كما قال أبو داود، والترمذي، وكذا قال البخاري في "التاريخ الكبير"- وفيه أيضًا إسحاق بن يزيد الهذلي الراوي عن عون مجهول.

وما أخرجه أبو داود، وأحمد من طريق سعيد الجريري، عن السعدي، عن أبيه، أو عن عمه، قال: رمقت النبي - صلى الله عليه وسلم - في صلاته، فكان يتمكن في ركوعه، وسجوده قدر ما يقول: سبحان الله، وبحمده، ثلاثا".

ففيه السعدي، وهو مجهول، قال في "ت": السعدي، عن أبيه، أو عمه، لا يعرف، ولم يسم، من الثالثة. اهـ (١).

وفي رواية أحمد: "عن أبيه، عن عمه، فعلى روايته يكون بين السعدي، والنبي - صلى الله عليه وسلم - واسطتان، ويكون أبوه أيضًا مجهولا.

وقال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: قال ابن القطان -رحمه الله-: السعدي، وأبوه، وعمه ما منهم من يعرف، وقد ذكره ابن السكن في كتاب الصحابة، في الباب الذي ذكر فيه رجالا لا يعرفون. انتهى (٢).

والحاصل أن التقييد بالثلاث، وكذا زيادة "وبحمده" لا يصحان. والله تعالى أعلم. وقال في "المنهل": قال في "الهدي": كان ركوعه المعتاد مقدار عشر تسبيحات، وأما حديث تسبيحه في الركوع، والسجود ثلاثا، فلا يثبت. والأحاديث الصحيحة


(١) ت ص ٤٤٧.
(٢) "تهذيب السنن" جـ ١ ص ٤٢٢.