وقال الأزهري عن الفرّاء: فلان بين ظَهْرَيْنَا، وظَهْرَانَيْنَا، وأظهُرِنا بمعنى واحد، قال: ولا يجوز بين ظهرانِينا بكسر النون، ويقال: رأيته بين ظهراني الليل، أي بين العشاء إلى الفجر. ويقال للشيء إذا كان في وسط شيء: هو بين ظَهْرَيه، وظَهْرَانَيه. انتهى كلام ابن منظور رحمه الله تعالى باختصار.
(سجدة أطالها) "سجدة" منصوب على أنه مفعول مطلق مبين للنوع، وجملة "أطالها" في محل نصب صفة له.
يعني أنه طَوَّلَ من بين سجدات تلك الصلاة سجدة واحدة، وهذا هو محل الاستدلال من الحديث، حيث طول النبي - صلى الله عليه وسلم - السجدة من بين أخواتها، فدلّ على جواز ذلك.
(قال أبي) هو شدّاد بن الهاد - رضي الله عنه - (فرفعت وأسي) أي ظنا منه أنه - صلى الله عليه وسلم - رفع رأسه دون أن يسمع منه التكبير، أو فعل ذلك خوفا أن يحدث أمر، كما سيأتي قولهم: "حتى ظننا أنه قد حدث أمر".
(وإذا الصبي على ظهر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) "إذا" هي الفجائية، و"الصبي" مبتدأ خبره الجار والمجرور بعده، أي ففجاءني كون الصبي على ظهر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
(وهو ساجد) جملة في محل نصب على الحال (فرجعت إلى سجودي، فلما قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصلاة) أي انتهى منها، وسلم (قال الناس) أي الذين صلوا معه (يا رسول الله إنك سجدت بين ظهراني صلاتك) وفي نسخة "بين ظهري صلاتك" سجدة أطلتها، حتى ظننا أنه قد حدث أمر) كناية عن الموت، أو المرض (أو أنه يوحى إليك) بباء الفعل للمفعول، وجملة "أن" عطف على "أمر"، أي أو حدث وَحْيٌ إليك.
(قال) - صلى الله عليه وسلم - (كلُّ ذلك) إشارة إلى المذكور من حدوث أمر، أو حدوث وحي، و"كل" مرفوع على الابتداء، وخبره جملة قوله (لم يكن) أي لم يحصل، فـ"يكن" تامة تكتفي بمرفوعها، ولا تحتاج إلى منصوب، كما قال ابن مالك -رحمه الله- في "خلاصته":
. . . . . . . . . . … وَذُو تَمَامٍ مَا بِرَفْعٍ يَكْتَفِي
وقال الحريري رحمه في "ملحته":
وَإنْ تَقُلْ يَا قَوْمِ قَدْ كَانَ الْمَطَرْ … فَلَسْتَ تَحْتَاجُ لَها إِلَى خَبَرْ
والمعنى أنه لم يحصل، ولم يوجد شيء مما ظننتم من حدوث أمر، أو حدوث وحي، ثم بين لهم سبب الإطالة بقوله (ولكن ابني ارتحلني) "لكن" يحتمل أن تكون مشددة النون، فتكون من أخوات "إنّ" و"ابني" اسمها، و"ارتحلني" خبرها، أو بتخفيف النون حرف استدراك، وما بعدها جملة من مبتدإ وخبر.