وقال السندي رحمه الله -تَعَالَى-: والمراد لولا توهم عدم استجابة هذه الدعوة لأخذته، لا أنه بالأخذ يلزم عدم إستجابتها، إذ لا يبطل اختصاص تمام الملك لسليمان بهذا القدر. فليتأمل. والله -تَعَالَى-. انتهى (١).
(لأصبح موثقًا) أي مربوطًا.
والظاهر أن هذه الواقعة كانت بالليل، فلذلك قال: "لأصبح"، ويحتمل أن تكون "أصبح" بمعنى "صار"، أي لصار "موثقًا".
(بها) هكذا وقع زيادة لفظة "بها" في رواية المصنف في "المجتبى"، وليست في "الكبرى"، ولا في "صحيح مسلم "، والذي يظهر أن الضمير للمدينة بدلالة ما بعده، أي لأصبح مربوطا بالمدينة.
(يلعب به ولدان أهل المدينة) "الولدان" بكسر فسكون جمع ولد: الصبيان، والجملة حال من ضمير "أصبح". والله -تَعَالَى- أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسائل تتعلق بهذا الحديث:
المسألة الأولى: في درجته:
حديث أبي الدرداء - رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ - هذا أخرجه مسلم.
المسألة الثالثة: في بيان مواضع ذكر المصنف له:
أخرجه هنا -١٩/ ١٢١٥ - وفي "الكبرى" -٥٤/ ١١٣٨ - عن محمد بن سلمة، عن ابن وهب، عن معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، عنه. والله -تَعَالَى- أعلم.
المسألة الثالثة: فيمن أخرجه معه:
أخرجه (م) ٢/ ٧٢ - عن محمد بن سلمة المرادي، عن ابن وهب به.
وأخرجه (ابن خزيمة) رقم ٨٩١. والله -تَعَالَى- أعلم.
المسألة الرابعة: في فوائده:
منها: ما بوب له المصنف رحمه الله -تَعَالَى-، وهو جواز لعن إبليس، والتعوذ منه في الصلاة.
ومنها: ما قاله الخطابي رحمه الله -تَعَالَى-: فيه دليل على أن رؤية الجن غير مستحيلة، والجن أجسام لطيفة، والجسم، وإن لطف، فَدَرْكه غير ممتنع أصلًا، وأما
(١) "شرح السندي" ج ٣ ص ٥٨٦.