وعلى آل محمد، كما جعلتها على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم"، وأصله عند أحمد. انتهى.
قال الجامع عفا الله تعالى عنه: فتبيّن بهذا أن ما قاله ابن القيم رحمه الله من عدم صحة الحديث بالجمع بين "إبراهيم"، و"آل إبراهيم" غير صحيح، فقد صح الجمع بينهما في "صحيح البخاري" وغيره. فتنبّه. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
المسألة الثامنة:
وقع في حديث ابن مسعود -رضي الله عنه- كما رواه البيهقي عنه مرفوعاً، زيادة "وارحم" ولفظه: "إذا تشهد أحدكم في الصلاة، فليقل: اللَّهم صل على محمد، وعلى آل محمد، وبارك على محمد، وعلى آل محمد، وأرحم محمداً، وآل محمد كما صليت، وباركت، وترحّمت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد". وأخرجه الحاكم، وصححه، واغترّ بتصحيحه قوم، فوهموا، فإنه من رواية يحيى بن السباق، وهو مجهول، عن رجل مبهم.
نعم أخرجه ابن ماجه عن ابن مسعود موقوفًا عليه، ولفظه: "اللَّهم اجعل صلواتك، ورحمتك، وبركاتك على محمد عبدك ورسولك … " الحديث. وفي سنده المسعودي، وهو مختلط.
وقد بالغ ابن العربي في إنكار ذلك، فقال: حَذَارِ مما ذكره ابن أبي زيد من زيادة "وترحّم"، فإنه قريب من البدعة، لأنه -صلى الله عليه وسلم- علّمهم كيفية الصلاة عليه بالوحي، ففي الزيادة على ذلك استدراك عليه انتهى.
قال الحافظ: فإن كان إنكاره لكونه لم يصحّ فمسلّم، وإلا فدعوى من ادعى أنه لا يقال: "ارحم محمداً" مردودة، لثبوت ذلك في عدّة أحاديث، أصحها في التشهد: "السلام عليك أيها النبي، ورحمة الله، وبركاته".
قال: ثم وجدت لابن أبي زيد مستنداً، فأخرج الطبري في "تهذيبه" من طريق حنظلة ابن عليّ، عن أبي هريرة رفعه: "من قال: اللَّهم صلّ على محمد، وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد، وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، وترحّم على محمد، وعلى آل محمد كما ترحمت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، شهدت له يوم القيامة، وشفعت له". ورجال سنده رجال الصحيح، إلا سعيد بن سليمان مولى سعيد بن العاص، الراوي له عن حنظلة بن علي، فإنه مجهول
[تنبيه]: هذا كله فيما يُقال مضموماً إلى السلام، أو الصلاة، وقد وافق ابنَ العربي