للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والزهري، وغيرهم.

قال النسائي: ثقة. وذكره ابن حبّان في "الثقات". أخرج له البخاريّ في "الأدب المفرد"، والباقون، سوى الترمذي، وله في هذا الكتاب هذا الحديث، وحديث رقم (٢٣٠٠) وأعاده برقم (٢٣٠١).

٧ - (مِحْجَن بن الأدرع) -بكسر أوله، ثم حاء مهملة ساكنة، ثم جيم مفتوحة- الأسلميّ. روى عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. وعنه حنظلة بن عليّ الأسلميّ، ورجاء بن أبي رجاء الباهليّ، وعبد الله بن شقيق، سكن البصرة، وهو الذي اختطّ مسجدها، وكان قديم الإسلام، وهو الذي قال فيه النبي -صلى الله عليه وسلم-: "وأنا مع ابن الأدرع".

فقد ذكر ابن إسحاق في "المغازي" عن سفيان بن فَرْوة الأسلمي، عن أشياخ من قومه من الصحابة، قالوا: مرّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ونحن نتناضل، فبينا محجن بن الأدرع يُناضل رجلاً منّا من أسلم، قال: "ارموا بني إسماعيل، فإن أباكم كان رامياً, ارموا، وأنا مع ابن الأدرع"، فألقى نَضْلَة قَوْسَهُ من يده، وقال: والله لا أرمي معه، وأنت معه، فإنه لا يُغلب من كنت معه، فقال: "ارموا، وأنا معكم كُلِّكم". قال أبو عمر: يقال: إنه مات في أواخر خلافة معاوية -رضي الله عنهما-. أخرج له البخاري في "الأدب المفرد"، وأبو داود، والمصنف، وليس له عندهما غير حديث الباب، كما قال الحافظ المزّيّ رحمه الله تعالى (١). والله تعالى أعلم.

لطائف هذا الإسناد:

منها: أنه من سباعيات المصنف رحمه الله تعالى. ومنها: أنه مسلسل بالبصريين إلى حسين المعلم، وابن بريدة مروزي، والباقيان مدنيان، وفيه رواية تابعي، عن تابعي. والله تعالى أعلم.

شرح الحديث

عن حَنظلة بن علي الأسلميّ رحمه الله تعالى (أن محجن بن الأدرع) رضي الله تعالى عنه (حدّثه) أي حنظلةَ بن علي (أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دخل المسجد، إذا رجل) وفي رواية أحمد جـ ٤ ص ٣٣٨ - "فإذا هو برجل"، ومثله في "المعجم الكبير" للطبراني جـ ٢٠/ ٢٩٦ - (قد قضى صلاته، وهو يتشهد، فقال) ولأحمد: "وهو يقول" (اللَّهم إني أسالك يا الله) "اللَّهم أصله "يا الله"، وإنما كرره لإظهار الذلّة والافتقار (بأنك الواحد الأحد) ولأبي داود: "يا الله الأحد". و"الأحد" بمعنى الواحد، كما ذكره ابن عبّاس، وأبو


(١) "تهذيب الكمال" ٢٧ ص ٢٦٧ - ٢٦٩.