وليس المراد التحديد بقيامها، وإنما المراد التأبيد، فلا يفهم منه أن يدخله الخلل بعد قيامها. والله تعالى أعلم.
(وإن تكلّم بغير ذلك) أي بغير الخير، بأن تكلّم بكلام سوء (كان) هذا الذكر (كفّارةً له) أي سبب مغفرة للذنب الحاصل بسببه.
وفيه دليل على استحباب ختم المجلس أي مجلس كان بهذا الذكر.
(سبحانك اللَّهم وبحمدك) هذا تفسير للكلمات، والجملة محكية في محل رفع خبراً لمبتدإ محذوف، تقديره: هي "سبحانك اللَّهم". وقد تقدم الكلام على هذه الجملة في أبواب افتتاح الصلاة بما فيه الكفاية (أستغفرك) أي أطلب منك ستر ذنوبي (وأتوب إليك) أي أرجع إليك من جمع المعاصي.
فإن قيل: كيف يجوز أن يقول: "وأتوب إليك"، وهو متلبس بالذنوب، فيكون كذباً عليه؟.
أجيب: بأن هذا ليس مجرّد إخبار، بل هو في معنى الطلب، كأنه قال: اللَّهم تب عليّ، فأتوبَ، فلا يقال: إنه يكون كذباً، فكيف يقوله من تلبّس بالذنب؟.
والحاصل أنه جاء النصّ والتعليم النبوي بأن يقوله كلّ من عمل صالحاً، أو سوءاً، فيكون للأول طابعاً، وللثاني مَحّاءً، فلا اعتراض على الشارع، بل الواجب أن نتبع السنة. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث.
المسألة الأولى: في درجته:
حديث عائشة رضي الله تعالى عنها هذا صحيح.
المسألة الثانية: في بيان مواضع ذكر المصنف له:
هذا الحديث من أفراد المصنف رحمه الله تعالى. أخرجه هنا -٨٧/ ١٣٤٤ - وفي "الكبرى" -١٢١/ ١٢٦٧ - و"عمل اليوم والليلة" ٤٠٠ - عن محمد بن إسحاق الصاغاني، عن أبي سلمة الخزاعي، عن خلّاد بن سليمان، عن خالد بن أبي عمران، عن عروة، عنها. وفي "الكبرى" عن محمد بن سهل بن عسكر، عن سعيد بن أبي مريم، عن خلاد به نحوه. هكذا ذكره الحافظ أبو الحجاج المزيّ رحمه الله تعالى في "تحفة الأشراف" جـ ١٢ ص ٤ - ولم أجد محله. والله تعالى أعلم.
المسألة الثالثة: في فوائده:
منها: ما بوّب له المصنف رحمه الله تعالى، وهو استحباب هذا الذكر بعد التسليم