وفي تفسير إسماعيل بن أبي زياد الشامي: "أن سالماً مولى أبي حذيفة منهم". وروى العقيلي عن ابن عباس: "أن منهم الخلفاء الأربعة، وابن مسعود، وأُناساً من الأنصار". وحكى السهيليّ أن أسد بن عمرو روى بسند منقطع: أن الاثني عشر هم العشرة المبشرة, وبلال، وابن مسعود. قال: وفي رواية "عمار" بدل ابن مسعود انتهى.
قال الحافظ: ورواية العقيلي أقوى، وأشبه بالصواب.
قال: ثم وجدت رواية أسد بن عمرو عند العقيلي بسند متصل، لا كما قال السهيليّ: إنه منقطع، أخرجه من رواية أسد، عن حُصين، عن سالم -يعني ابن أبي الجعد- عن جابر -رضي الله عنه- انتهى.
ومعنى قوله: "نصلي" أي ننتظر الصلاة، لما في رواية مسلم: "كان يخطب قائماً" من تسمية الشيء بما قاربه.
قال في "الفتح" عند قوله: "فنزلت هذه الآية": ظاهر في أنها نزلت بسب قدوم العير المذكورة، والمراد باللَّهو على هذا ما ينشأ من رؤية القادمين، وما معهم.
ووقع عند الشافعي من طريق جعفر بن محمد، عن أبيه مرسلاً: "كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يخطب يوم الجمعة، وكانت لهم سوق كانت بنو سُليم يجلبون إليها الخيل, والإبل، والسمن، فقدموا، فخرج إليهم الناس، وتركوه، وكان لهم لهو يضربونه، فنزلت".
ووصله أبو عوانة في "صحيحه"، والطبري بذكر جابر فيه: "أنهم كانوا إذا نكحوا تضرب الجواري بالمزامير، فيشتدّ الناس إليهم، ويَدَعُون رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قائماً، فنزلت هذه الآية".
وفي مرسل مجاهد عند عَبْد بن حُمَيد: "كان رجال يقومون إلى نواضحهم، وإلى السَّفر يَقدَمُون، يبتغون التجارة، واللَّهوَ، فنزلت".
ولا بُعد في أن تنزل في الأمرين معاً وأكثر.
قال: والنكتة في قوله: {انْفَضُّوا إِلَيْهَا} دون قوله: إليهما، أو إليه أن اللَّهو لم يكن مقصوداً لذاته، وإنما كان تبعاً للتجارة، أو حُذف لدلالة أحدهما على الآخر. وقال الزجّاج: أعيد الضمير إلى المعنى، أي انفضّوا إلى الرؤية، أي ليروا ما سمعوه.
قال: وقد استشكل الأصيلي رحمه الله هذا الحديث، فقال: إن الله تعالى قد وصف أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- بأنهم: {لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ}.
ثم أجاب باحتمال أن هذا الحديث كان قبل نزول الآية انتهى.
قال الحافظ رحمه الله: وهذا الذي قاله هو الذي يتعين المصير إليه، مع أنه ليس في آية النور التصريح بنزولها في الصحابة، وعلى تقدير ذلك، فلم يكن تقدّم لهم نهي عن