للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

سيرين أكبر منه، وشعبة، وأبو عوانة، وغيرهم.

قال عبد اللَّه بن أحمد: سألت ابن معين عن عبد العزيز بن صُهيب، ويحيى بن أبي إسحاق، أيهما أوثق؟ فقال: كلاهما ثقة. وقال ابن سعد: كان ثقة، وله أحاديث، وكان صاحب قرآن، وعلم بالعربية والنحو. وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه؟ فقال: لا بأس به. وقال النسائي: ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات". وقال العقيلي: قال أحمد ابن حنبل: في حديثه نكارة. وقال يحيى بن معين: في حديثه بعض الضعف.

قال عمرو بن علي: مات سنة (١٣٦)، وهو مولى الحضارمة. وقال ابن حبان: مات سنة ست، ويقال: سنة اثنتين. روى له الجماعة، وروى له المصنف في هذا الكتاب (١٢) حديثًا.

٤ - (أنس) بن مالك - رضي اللَّه تعالى عنه -، تقدم ٦/ ٦. واللَّه تعالى أعلم.

لطائف هذا الإسناد:

منها: أنه من رباعيات المصنف -رحمه اللَّه تعالى-، وهو (٨٦) من رعيات الكتاب. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح. ومنها: أن صحابيه أحد المكثرين السبعة، روى (٢٢٨٦) حديثًا، وهو آخر من مات من الصحابة - رضي اللَّه تعالى - بالبصرة، مات سنة (٢) أو (٩٢)، وقد جاوز مائة. واللَّه تعالى أعلم.

شرح الحديث

(عَنْ أَنسٍ) - رضي اللَّه تعالى عنه -، أنه (قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -) ولفظ البخاري من طريق عبد الوارث، عن يحيى بن أبي إسحاق: "خرجنا مع النبي - صلى اللَّه عليه وسلم -"، وذلك في حجة الوداع (مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكةَ، فَلَمْ يَزَلْ يَقْصُرُ) ولفظ البخاري: "فكان يصلي ركعتين ركعتين"، وفي رواية البيهقي من طريق علي بن عاصم، عن يحيى بن أبي إسحاق، عن أنس: "إلا المغرب" (حَتَّى رَجَعَ) وللبخاري: "حتى رجعنا إلى المدينة" (فَأَقَامَ) وفي نسخة: "وأقام" بالواو (بِهَا) أي بمكة، والمراد إقامته بها، وبحواليها، من مني وعرفة (عَشْرًا) أي عشرة أيام بلياليها، وإنما حذفت التاء مع أن المعدود مذكر، وهو اليوم, لأن التمييز إذا لم يُذْكَر جاز الوجهان في العدد، التذكير والتأنيث.

قال في "الفتح": لا يُعارض ذلك حديث ابن عباس - رضي اللَّه عنهما -: "أقام النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - تسعة عشر يومًا يقصر", لأن حديث ابن عباس كان في فتح مكة، وحديث أنس في حجة الوداع.

وفي الحديث أن الإقامة في أثناء السفر تسمى إقامة، وفيه إطلاق اسم البلد على ما جاورها، وقرب منها, لأن منى وعرفة ليسا من مكة، أما عرفة فلأنها خارج الحرم،