للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وأما الثوري فخَيَّرَ في صلاة الخوف على ثلاثة أوجه: (أحدها): حديث ابن مسعود الذي ذهب إليه أبو حنيفة. (والثاني): حديث أبي عياش الزُّرقي (١)، وإليه ذهب ابن أبي ليلى جملة، وذهب إليه أبو حنيفة وأصحابه إذا كان العدوّ في القبلة. (والثالث): حديث ثعلبة بن زهدم، عن حُذيفة (٢). انتهى كلام ابن عبد البرُ بتصرّف (٣).

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: الحق أن كل ما صحّ عن رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - أنه فعله، يجوز العمل به، كما قال الإمام أحمد وغيره، وأن اختيار بعض الكيفيات يكون على حسب المصالح المترتبة عليه، فأيّ كيفية كانت أحوط في الحراسة، فهي الأولى بالنسبة لتلك الحالة. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

١٥٣٨ - أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعُودٍ, عَنْ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ, قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ, عَنِ الزُّهْرِيِّ, عَنْ سَالِمٍ, عَنْ أَبِيهِ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - صَلَّى بِإِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ رَكْعَةً, وَالطَّائِفَةُ الأُخْرَى مُوَاجِهَةُ الْعَدُوِّ, ثُمَّ انْطَلَقُوا, فَقَامُوا فِي مَقَامِ أُولَئِكَ, وَجَاءَ أُولَئِكَ, فَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَةً أُخْرَى, ثُمَّ سَلَّمَ عَلَيْهِمْ, فَقَامَ هَؤُلَاءِ فَقَضُوا رَكْعَتَهُمْ, وَقَامَ هَؤُلَاءِ فَقَضُوا رَكْعَتَهُمْ".

رجال هذا الإسناد: سنة:

١ - (إِسْمَعِيلُ بْنُ مَسْعُودٍ) الجَحْدريّ البصري، ثقة [١٠] ٤٢/ ٤٧.

٢ - (يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ) أبو معاوية البصري، ثقة ثبت [٨] ٥/ ٥.

٣ - (معمر) بن راشد، أبو عروة الصنعاني، ثقة ثبت [٧] ١٠/ ١٠.

٤ - (الزهري) محمد بن مسلم تقدم قريبًا.

٥ - (سالم) بن عبد اللَّه بن عمر المدنيّ الفقيه، ثقة ثبت [٣] ٢٣/ ٤٩٠.

٦ - (عبد اللَّه بن عمر) بن الخطاب - رضي اللَّه تعالى عنهما - ١٢/ ١٢ واللَّه تعالى أعلم.

لطائف هذا الإسناد:

(منها): أنه من سداسيات المصنف -رحمه اللَّه تعالى-. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح. (ومنها): أن نصفه الأول مسلسل بالبصريين، ومعمر، وإن كان يمنيّا،


(١) - سيأتي للمصنف رقم -١٥٤٩ و١٥٥٠.
(٢) - تقدم للمصنف برقم ١٥٢٩.
(٣) - "الاستذكار" ج ٧ ص ٦٧ - ٧٣. "التمهيد" ج ١٥/ ٢٥٧.