للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفتاوى الصحابة والتابعين - رضي الله عنهم- وآراء الرجال، فتقطعت عليه متون الأحاديث وطرقها في أبواب كتابه.

وقصد مسلم تجريد الصحاح بدون تعرُّض للاستنباط على أجود ترتيب ولم تنقطع عليه الأحاديث.

وهمّة أبي داود جمع الأحاديث التي استدلّ بها فقهاء الأمصار، وبنوا عليها الأحكام، فصنّف "سننه"، وجمع فيها الصحيح والحسن واللين والصالح للعمل، وهو يقول: "وما ذكرت في كتابي حديثًا أجمع الناس على تركه"، وما كان منها ضعيفًا صرَّح بضعفه، وترجم على كل حديث مما قد استنبط منه عالم، وذهب إليه ذاهب، وما سكت عنه فهو صالح عنده. وأحوج ما يكون الفقيه إلى كتابه" (١).

وقال الإِمام أبو داود في وصف كتابه "السنن": " أما هذه المسائل: مسائل الثوري ومالك والشافعي، فهذه الأحاديث أصولها" (٢).

كتاب "سنن أبي داود" جامع للأحاديث التي استدلّ بها فقهاء الأمصار وبنوا عليها الأحكام:

قال الإِمام ولي الله الدهلوي: كان الإِمام أبو داود السجستاني همّه جمع الأحاديث التي استدلّ بها الفقهاء ودارت فيهم، وبنى عليها الأحكام علماء الأمصار، فصنّف "سننه"، وجمع فيها الصحيح والحسن واللين والصالح للعمل، وما ذكر في "سننه" حديثًا أجمع الناس على تركه، وما كان ضعيفًا صرّح بضعفه، وما كان فيه علّة بيّنها للعمل بوجه يعرفها الخائض في هذا الشأن، وترجم على كل حديث بما قد استنبط منه عالم وذهب إليه ذاهب (٣).


(١) هامش "شروط الأئمة" للحازمي (ص ٧٣).
(٢) والبسط في رسالته إلى أهل مكة.
(٣) "حجة الله البالغة" (١/ ٣٥٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>