للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَذَكَرَ الْقِصَّةَ (١). (٢) [خ ١٢٩٩، م ٩٣٥، ن ١٨٤٧]

(٢٦) بَابُ (٣) التَّعْزِيَةِ

===

قال الطيبي: كأنه كظم الحزنَ كظمًا، فظهر منه ما لا بد للجبلَّة البشرية منه، انتهى. وفيه من الفقه أن الاعتدال في الأحوال هو المسلك الأقوم، فمن أصيب بمصيبة عظيمة لا يُفْرِط في الحزن حتى يقع في المحظور من اللطم والشقّ والنوح وغيرها، ولا يفرط في التجلد حتى يفضي إلى القسوة والاستخفاف بقدر المصاب، فيقتدي به - صلى الله عليه وسلم - في تلك الحالة بأن يجلس المصاب جلسة خفيفة بوقار وسكينة تظهر عليه مخايل (٤) الحزن، ويؤذن بأن المصيبة عظيمة، نقله الحافظ (٥) عن الزين بن المنير.

وأما جلوسه في المسجد، فلعله كان حسب العادة الشريفة (٦)، وليس المراد أن جلوسه كان لأجل أن يأتيه الناس فيعزُّوه. (وذكر القصة) وذكره البخاري مفصلًا في: "باب من جلس عند المصيبة يُعْرَف فيه الحزنُ".

(٢٦) (بابُ التَّعْزِيَةِ)

قال في "المجمع" (٧): من عزَّى مصابًا، أي حمله على العزاء، وهو


(١) في نسخة: "قصة".
(٢) زاد في نسخة: "قال أبو داود: قوله: "جلس في المسجد"، أغرب به سليمان بن كثير ليس يقوله غيره".
(٣) في نسخة بدله: "باب تعزية النساء، وكراهية بلوغهن إلى القبور".
(٤) في الأصل: "حمائل"، وهو تحريف.
(٥) انظر: "فتح الباري" (٣/ ١٦٧).
(٦) هكذا في الحاشية عن "فتح الودود"، ولعل ذلك لِمَا صرَّح أهلُ الفروع أن الجلوس في المسجد للمصيبة مكروه، صرح به الشامي (٣/ ١٤٩) وغيره. وفي "البحر" (٢/ ٢٠٧): حكى عن الفقيه أبي الليث جوازه لهذا الحديث، وبسط الكلام عليه في "المنهل" (٨/ ٢٦٨). (ش).
(٧) "مجمع بحار الأنوار" (٣/ ٥٩٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>