(٢) اختلفت الروايات ها هنا في الموضعين: أحدهما: أنها في جوف طير أو في صورة طير، والثاني: أن البشارة للشهداء خاصة أو للمسلمين عامة، كما تدل عليه روايات العموم كقوله - عليه السلام -: "نسمة المؤمن" الحديث، واختلف المهرة في الاختلافين معًا. أما الأول: فقال القرطبي: روايات صورة طير أصح من روايات الجوف، وقال القابسي: أنكر العلماء روايات الحواصل لأنها تكون مضيقة، وقال القاري: لا فرق بينهما، فمعنى جوف الطير هو صورته كما يقال: رأيت ملكًا في صورة إنسان، وقال ابن كثير: روح الشهداء في جوف الطير كالراكب عليه، وروح المؤمنين كصورة الطير. وأما الثاني: فمال ابن عبد البر والقرطبي إلى أن روايات العموم مؤولة إلى الشهداء, لأنَّ عامة المؤمنين يعرض عليهم المقعد غداة وعشيًا، ومال ابن كثير إلى العموم، وفرق بصورة =