للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(٢٧) بابٌ في الْمَسْأَلَةِ في الْقَبْرِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ

٤٧٥٠ - حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ, حَدَّثَنَا شُعْبَةُ, عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ

===

(٢٧) (بَابٌ في الْمَسْأَلَةِ) أي: السؤال (في الْقَبْرِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ) (١)

٤٧٥٠ - (حدثنا أبو الوليد الطيالسي، نا شعبة، عن علقمة بن


(١) قال السيوطي في "الدرر الحسان": أربعة عشر لا يسألون في القبور، ثم بسطهم، وفي "الشامي" (٣/ ٨١، ٨٢): ثمانية لا يسألون، واختلف في الأنبياء والأطفال، كما في "الطحطاوي على المراقي" (ص ٣٦٧)، انتهى. والمذكور في الروايات إنما هو حال الكفار وحال المطيعين من المؤمنين، ولم يذكر حال العُصاة من المسلمين، قال في "الكوكب" (٢/ ٢٠٩): ولعلهم ترك ذكرهم للمقايسة، فإن الإِسلام يَعلو، والمعاصي تكفَّرِ بشيء من السَّكَرات وأهوال القبر وغير ذلك، انتهى. قلت: وقد ورد فيه رواية: "يُعذَّبان في كبير: البَوْل والنَّمِيْمة"، وجزم الحافظ في "الفتح" (٣/ ٢٤٠): بأنه يكون على الكافر وعلى من شاء الله من عُصاة المؤمنين! قلت: لكنهم قالوا: العذاب ينقطع عنه يوم الجمعة وليلتها، وهل يرجع إليه أم لا؟ محل بحث. وفي "شرح العقائد" (ص ٩٨ - ١٠٠): عذاب القبر للكافرين ولبعض عصاة المؤمنين، وتنعيم أهل الطاعة في القبر ثابت بالدلائل السمعية, لأنها أمور ممكنة، أخبر بها الصادقُ، انتهى. ثم ذكر "الدلائل" وحكى ابن عابدين (١/ ٥٦٦): "اتَقوا البولَ فإنه أولُ ما يُحاسَب به".
وبإثبات عذاب القبر قال أهل السنَّة، وأنكر ذلك أكثرُ المتأخرين من المعتزلة محتجًّا بقوله تعالى: {لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى} [الدخان: ٥٦]، إلى آخر ما بسطه العيني (٦/ ٢٠٠ - ٢٠٢)، وصاحب "شرح المواقف". واختلف في أنه هل هو عام لكل ميتٍ أو يخص منه أحد؟ لخصه الشامي (٣/ ٨١)، وهل هو خاص بهذه الأمة أو يعم غيرها؟ "الفتاوى الحديثية" (ص ٢٠، ٢١).
وفي "الهداية": من يعذب في القبر توضع فيه الحياة في قول العامة، قال صاحب "العناية" (٦/ ١٧٤): احتراز عن قول أبي الحسين الصالحي: إنه يعذب بغير حياة، قال ابن الهمام (٤/ ٤٦٠): لو كان متفرق الأجزاء جعلت الحياة في تلك الأجزاء لا يأخذها البصر، انتهى. "فائدة": هل يكون عذاب القبر سببًا للتخفيف في الآخرة؟ ظاهر ما حكى الحافظ عن الحميدي ("فتح الباري" ١١/ ٣٩٧): أن من رجحت سيئاته، يقتضى منه بما فضل من معاصيه على حسناته من النفخة إلى آخر من يخرج من النار، انتهى. =

<<  <  ج: ص:  >  >>