وبإثبات عذاب القبر قال أهل السنَّة، وأنكر ذلك أكثرُ المتأخرين من المعتزلة محتجًّا بقوله تعالى: {لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى} [الدخان: ٥٦]، إلى آخر ما بسطه العيني (٦/ ٢٠٠ - ٢٠٢)، وصاحب "شرح المواقف". واختلف في أنه هل هو عام لكل ميتٍ أو يخص منه أحد؟ لخصه الشامي (٣/ ٨١)، وهل هو خاص بهذه الأمة أو يعم غيرها؟ "الفتاوى الحديثية" (ص ٢٠، ٢١). وفي "الهداية": من يعذب في القبر توضع فيه الحياة في قول العامة، قال صاحب "العناية" (٦/ ١٧٤): احتراز عن قول أبي الحسين الصالحي: إنه يعذب بغير حياة، قال ابن الهمام (٤/ ٤٦٠): لو كان متفرق الأجزاء جعلت الحياة في تلك الأجزاء لا يأخذها البصر، انتهى. "فائدة": هل يكون عذاب القبر سببًا للتخفيف في الآخرة؟ ظاهر ما حكى الحافظ عن الحميدي ("فتح الباري" ١١/ ٣٩٧): أن من رجحت سيئاته، يقتضى منه بما فضل من معاصيه على حسناته من النفخة إلى آخر من يخرج من النار، انتهى. =