للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(٧٨) بابٌ في صلَاةِ الْعَتَمَةِ

٤٩٨٤ - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، نَا سُفْيَانُ، عن ابْنِ أَبِي لَبِيدٍ، عن أَبِي سَلَمَةَ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ، عن النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَا تَغْلِبَنَّكُمُ الأَعْرَابُ عَلَى اسْمِ صَلَاتِكُمْ، أَلَا وَإنَّهَا الْعِشَاءُ، وَلَكِنَّهُمْ يَعْتِمُونَ بِالإبِلِ". [م ٦٤٤، ن ٥٤١ - ٥٤٢، جه ٧٠٤، حم ٢/ ١٠]

===

وتفسير مالك يدل على أن هذه الصيغة عنده على اسم التفضيل، وعلى احتمال كون الصيغة فعلًا ماضيًا معناه: أن الغالين الذين يؤيسون الناس من رحمة الله، يقولون: هلك الناس، أي استوجبوا النار بسوء أعمالهم، فإذا قال الرجل ذلك فهو الذي أوجبه لهم لا الله، أو هو الذي لما قاله لهم وآيسهم حملهم على ترك الطاعة والانهماك في المعاصي فهو أوقعهم في الهلاك، كذا في "المجمع" (١).

(٧٨) (بابٌ في صَلَاةِ الْعَتَمَةِ)

٤٩٨٤ - (حدثنا عثمان بن أبي شيبة، نا سفيان، عن ابن أبي لبيد، عن أبي سلمة) قال: (سمعت ابن عمر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا تغلبنّكم الأعرابُ على اسم صلاتكم، ألا وإنها) في كتاب الله (العشاءُ) كما في قوله تعالى: {وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ} (٢) (ولكنهم) أي الأعراب (يعتمون بالإبل) ولذا يسمون صلاة العشاء صلاة العتمة، فلا يغلبتكم الأعراب بأن تتركوا تسمية الله سبحانه، وتسموا بتسمية الأعراب.

وقال الخطابي (٣): قوله: "يعتمون" معناه يؤخرون حلب الإبل، ويسمون الصلاة باسم وقت الحلاب، ويقال: فلان عاتم القِرى: إذا كان نزل به الأضياف ولم يعجل قراهم، انتهى.


(١) "مجمع بحار الأنوار" (٥/ ١٧٦).
(٢) سورة النور: الآية ٥٨.
(٣) "معالم السنن" (٤/ ١٣٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>