للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(٥٤) بَابٌ: فِي وَسْمِ الدَّوَابِّ

٢٥٦٣ - حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، نَا شُعْبَةُ، عن هِشَامِ بْنِ زَيْدٍ، عن أَنَسٍ قَالَ: "أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - بِأَخٍ لِي حِينَ وُلِدَ لِيُحَنِّكَهُ، فإِذَا هُوَ فِي مِرْبَدٍ يَسِمُ غَنَمًا، أَحْسَبُهُ قَالَ: فِي آذَانِهَا". [خ ٥٨٢٤، م ٢١١٩]

===

(٥٤) (بَابٌ: فِي وَسْمِ الدَّوَابِّ)

الوسم: هو جعل العلامة فيها بالكي

٢٥٦٣ - (حدثنا حفص بن عمر، نا شعبة، عن هشام بن زيد، عن أنس قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - بأخ لي حين ولد) أخ لأمه، وهو عبد الله بن أبي طلحة (ليحنكه) التحنيك: هو مضغ التمر ودلكه في الفم، حتى يصير مائعًا، فيجعل في فم الصبي (فإذا هو في مربد) هو الموضع الذي تحبس فيه الإبل والغنم، وأيضًا موضع يجعل فيه التمر لينشف (يسم غنمًا) من الوسم أي يعلمها بالكي، والحديدة التي يوسم بها هو الميسم، أصله موسم، لأن فاءه واو، لكنها لما سكنت وكسر ما قبلها قلبت ياءً، والحكمة فيه تمييزها وليردها من أخذها ومن التقطها، وليعرفها صاحبها فلا يشتريها إذا تصدق بها مثلًا.

قال الحافظ (١): ولم أقف على تصريح على ما كان مكتوبًا به على ميسم النبي - صلى الله عليه وسلم -، ووقع في "البخاري": "يسم شاة"، وفي أخرى له في "اللباس": "وهو يسم الظهر الذي قدم عليه" (٢)، وفيه ما يدل على أن ذلك بعد رجوعهم من غزوة الفتح وحُنين، والمراد بالظهر: الإبل، وكأنه كان يسم الإبل والغنم، فصادف أول دخول أنس، وهو يسم شاة، ورآه يسم غير ذلك.

(أحسبه) القائل شعبة، وضمير المفعول لهشام بن زيد، وقع بَيِّنًا في رواية "مسلم" (قال: في آذانها) جمع أذن، ويستفاد منه أن الأذن ليست من الوجه.


(١) "فتح الباري" (٣/ ٣٦٧).
(٢) "صحيح البخاري" (٥٥٤٢ - ٥٨٢٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>