للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(١٥) بَابٌ (١): كَمِ الصَّاعُ في الْكَفَّارَةِ

٣٢٧٣ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: قَرَأتُ عَلَى أَنَسِ بْنِ

===

فإن قيل: اليمين الكاذبة كبيرة، والكبيرة لا تغفر (٢) إلَّا بالتوبة (٣)، فكيف غفر له بكلمة التوحيد فإنه عبادة، وفي العبادات يغفر السيئات الصغائر، كما في قوله تعالى: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} (٤)؟

فيمكن أن يجاب عنه بأنه لما أخلص في قوله: "لا إله إلا الله"، فكان ندم على ما فعل، فتكون الندامة توبة، ويمكن أن يجاب بأنه كان قبل قوله: "لا إله إلا الله" لم يؤمن بالإخلاص، وحين حلف أخلص بالتوحيد، فصار كأنه جدد الإيمان, فهدم تجديد الإيمان ما كان قبل ذلك من المعاصي.

(١٥) (بَابٌ كَمِ الصَّاعُ (٥) في الْكَفَّارَةِ)

٣٢٧٣ - (حدثنا أحمد بن صالح قال: قرأت على أنس بن


(١) في نسخة: "باب ما جاء ... إلخ".
(٢) فيه نظر لقوله تعالى: {وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: ٤٨]، قلت: هذه الحاشية عن مولانا أسعد الله - رحمه الله تعالى- والجواب أن في عبارة "البذل" اختصارًا، والأوضح هكذا: أن الكبيرة لا تغفر بالحسنة مثل الصغيرة فإنها تغفر بالحسنة، وأما الكبيرة فإنها لا تغفر بالحسنة فحسب، بل لا بدَّ من أحد الأمرين إما التوبة، وإما مشيئة الله تعالى وفضله. (ع).
(٣) ينبغي أن يزاد: أو بمشيئة الله تعالي لقوله تعالى: إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء، ولم أقله من عند نفسي بل يوجد كذلك في كلامهم. (ع).
(٤) سورة هود: الآية ١١٤.
(٥) كان حق المصنف أن يذكر الصيام في الكفارة أيضًا، فإن المسألة خلافية، فكان الوجه أن يذكر مستدلات الأئمة فيها، سيما مختاره، وذهب الحنفية والحنابلة إلى وجوب التتابع فيه، خلافًا للشافعية والمالكية إذ استحباه، وأباحا التفرقَ، والبسط في "الأوجز" (٩/ ٦٧٠). (ش).

<<  <  ج: ص:  >  >>