٢٩٢٦ - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، نَا سُفْيَانُ، عن عَاصِمٍ الأَحْوَلِ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: حَالَفَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ فِي دَارِنَا، فَقِيلَ لَهُ: أَلَيْسَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا حِلْفَ فِي الإسْلَامِ"، فَقَالَ: حَالَفَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ فِي دَارِنَا مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا. [خ ٧٣٤٠، م ٢٥٢٩، حم ٣/ ١١١]
٢٩٢٧ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، نَا سُفْيَانُ، عن الزُّهْرِيِّ،
===
وأما ما كان منه على نصر المظلوم، وصلة الأرحام، وحلف المطيبين (١) وما جرى مجراه، فذلك الذي قال فيه:"لم يزده الإِسلام إلَّا شدة"، يريد من المعاقدة على الخير ونصرة الحق، ويمكن أن يقال: معنى قوله: "لا حلف في الإِسلام"، أي: لا ضرورة في الإِسلام إلى إحداث الحلف، فإن الإِسلام يقتضي ويوجب التعاون والتعاضد، فلا حاجة إلى الحلف، وأيما حِلْفٍ كان في الجاهلية على هذه الأمور الحقة فلم يزده الإِسلام إلَّا قُوَّةً وشِدَّةً.
٢٩٢٦ - (حدثنا مسدد، نا سفيان، عن عاصم الأحول قال: سمعت أنس بن مالك يقول: حالف) أي: آخى (رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين المهاجرين والأنصار في دارنا، فقيل له) أي: لأنس: (أليس قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا حلف في الإِسلام، فقال) أنس: (حالف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين المهاجرين والأنصار في دارنا مرتين أو ثلاثًا) أي: قال هذا القول مرتين أو ثلاثًا، ووجه الجمع بينهما تقدم في الحديث المتقدم.