للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والرابع: قوله عليه السلام: "الحلال بيِّن والحرام بيِّن، وبينهما أمور مشتبهات ... إلخ".

قلت: هكذا في "سنن أبي داود" بألفاظ مختلفة.

وفي "جامع الأولياء" (ص ١٥٠) في وصايا الإِمام أبي حنيفة لابنه حماد: انتخبت خمسة أحاديث من خمسمائة ألف، الأَربعة هذه والخامس: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده".

قال أستاذنا المحدث العلامة محمد زكريا: لعل الإِمام أبا داود أخذ هذا من كلام الإِمام الأعظم أبي حنيفة حيث كان معترفًا بفضل الإِمام أبي حنيفة وجلالة قدره؛ لأنه قال: رحم الله أبا حنيفة أن كان إمامًا. كذا ذكره الحافظ ابن عبد البر في كتابه "الانتقاء".

قال الحافظ ابن حجر العسقلاني (١)، تحت حديث جرير "النصح لكل مسلم": إنه أحد الأحاديث الأربعة التي قيل: إنها أحد أرباع الدين، وعده فيها محمد بن أسلم الطوسي، وقال النووي: بل هو محصل لغرض الدين.

وقال الشيخ عبد العزيز الدهلوي: ومعنى الكفاية أنه بعد معرفة القواعد الكلية لا تبقى حاجة إلى مجتهد في الجزئيات، فإن الحديث الأول يكتفى به لتصحيح العبادات، والثاني لمحافظة الأوقات، والثالث لمعرفة الحقوق، والرابع لرفع الشك والتردد من اختلاف العلماء .. مختصرًا (٢).

[خصائص الكتاب]

من أراد أن يطالع "سنن أبي داود" ينبغي له أن يحفظ هذه الخصائص لئلا يقع في الزلل والخبط:


(١) "فتح الباري" (١/ ١٠٣).
(٢) "الحطة بذكر الصحاح الستة" (ص ١٠٥)، و"بسنان المحدثين" (ص ١١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>